«السياسة ما دخلت قطاعا الا وأفسدته» هكذا ادعى الرجل النابه في براري السياسة نبيه برّي في آخر تصريح له يوم الاربعاء الماضي وهو الرجل الذي رضع السياسة منذ نعومة أظافره ولم يفطم بعد رغم تقدّمه في السن وهو العارف بالسياسات والأحزاب والتكتلات والمرجعيات والملل والنحل. والمدرك لأغوار ومتاهات جميعها وإذا كان المجرب أولى بالسؤال من الطبيب فهو المجرب والطبيب في نفس الوقت. وكيف لا يكون كذلك وهو ابن لبنان الشقيق الذي لا يهدأ فيه قدر السياسة على الغليان على لهب السلاح وحطب الفتنة المحلي والمستورد. اللهم كذّب قول هذا الرجل واحم أحزابنا التي تجاوز عددها الستين منه وعجل ببطلانه يا أرحم الراحمين. واهد تلفزتنا الوطنية الى ادراج هذا القول في برنامجها المسائي اليومي «قاموس السياسة» وطرحه على المدعويين من الساسة أرباب هذه الاحزاب لعلهم يُفنّدونه ما دامت قد فتحت لهم قاموسا. الفلاحون فرحون مسرورون بالغيث النافع وبصابة الحبوب الواعدة وفرحهم أكبر هذا الموسم بغياب طائر «البزويش» الذي كان يعيث فسادا في محاصيل المزارع حتى أن أحدهم تندّر بالقول أن البزويش الذي كان يؤرقنا رحل مع «بزاوش» آل المخلوع واصهاره بدون رجعة واستراحت البلاد من «البزويش». وبعقلية المزارع الذي يقدس «النعمة» ويسعى الى الاكثار منها والى تعميمها أذهب الى الخوف كل الخوف على سنابل الثورة من «البزويش» البشري ومن أن يبيض ويفرّخ فيها خاصة وأنها حبلى وملآى بالخير ومن عادة البزويش ألا يفسد إلا السنابل الملأى قبل النضج، ولهذا وجبت النصيحة «حاحي» أيها الشعب الثائر «حاحي».