بعد أن تأكد لكل الناس جميعا، وبدون استثناء، وعلى اختلاف درجات الوعي والفهم والادراك لديهم من أكبرهم تخلّفا ذهنيا الى أعظمهم رؤية وعبقرية أن للثورة شعبا يحميها وفي ما عداه على كل من بقيت في يده حجرة أن يرميها على نفسه قبل أن يقذفها على الآخرين. أعرف وكلنا يعرف ان فينا من هم مختصون في الصيد الزوجي بالحجارة أي أولئك الذين يتنافسون على ضرب عصفورين بحجر واحد في الرمية الواحدة وهم كثر. وأعرف من الراكبين على الأحداث زمرة من «المرسكيين» في قاطرة الثورة ولا همّ لهم سوى أن يحوّلوا السكة الى ساحة رماية لصيد الطيور بالحجر. قد يبدو هذا الكلام غريبا، ولكنه لن يكون أغرب ممن هم اليوم غرباء في وطنهم قصرا، وكيف لا يكونون غرباء وقد اعتبرهم هؤلاء الصيادون الحجريون تارة اسراب زرزور وأخرى أسراب بزويش. وأعدوا لهم ما استطاعوا من حجر الرماية وأطالوا في موسم صيدهم المنقول مباشرة على الفضاء وعبر أمواج الأثير والجرائد والمجلات والعنكبوتيات. المسلسل طويل والمشهد واحد المتحجّرون الحجريون على احجارهم عاكفون في ساحة الرماية الواسعة الشاسعة والكل يتنافس على أن يضرب شرف وكرامة غيره بحجر واحد. الكل يتبارى على ضرب همة وكيان الآخر بحجر واحد، الكل يقذف الكل يرمي، الكل يضرب والحجر واحد والمضروب مثنى ربما أنا وأنت من حيث ندري ولا ندري حتى وإن كنا على قناعة ويقين وإيمان بأن «ما يبقى في الواد كان حجره» الذي لا يكسر الاجنحة حتى لا تحلق في سماء الحرية حرة.