المزارعون يسمون الحبوب بليّنها وصلبها بقمحها وشعيرها «النعمة» ومن أجلها يعملون ويكدون والى كسبها يسعون وبها ينعمون، ومهما كانت السنوات عجافا تبقى محاصيلهم نعمة حتى وإن كانت لا ترضي خنزيرا ولا تسمن «بزويشا» و«النعمة» مقدسة عندهم باعتبارها عطاء من عند الرب سبحانه وهم حماة نعمتهم عليها «يحاحون» «البزويش» في مزارعهم ومنها يطردون الخنازير حتى لا تعيث فيها فسادا. والوطنيون الصادقون من بناة الوطن من مزارعي النماء في كل حقل وتربة يسمون المكاسب والمنجزات والأمن والاستقرار «نعمة» وهي كنعمة كل المزارعين مقدسة أيضا باعتبارها ملكا مشاعا لكل الشعب من أفقر فقرائه الى أغنى أغنيائه ولا يجحدها وينكرها الا من ينظر الى النعمة بعين عوراء مغمضة وأخرى عمياء تسبح في الغسق. وعلى هذا الأساس فمن أضعف الايمان عندي هو أن يتحول القلم الى «معقال» والكلمات الى حجر بهما «نحاحي» «البزويش» وبهما نضرب الخنازير ونبعدها عن حقول النعمة، ونعمق جراحها ما استطعنا، ولو أنني أعي وأعرف، وأعلم وافقه خطورة وعنف ردة فعل الخنزير الجريح على جارحه بالحجر او بالرصاص إذ يتحول ذاك الخنزير في حد ذاته لا الى رصاصة وإنما الى قذيفة غبية أشد عنفا من القنابل الذكية فخذ حذرك سيدي. وحاحي معي فأنا لا أشك لحظة في أنك الى جانبي دوما وداعمي أبدا في أن «نحاحي» «البزويش» ونطرد الخنازير من حقول نعمتنا.رجائي ان كنت تخشى ردة فعل الخنازير الجريحة أن تقول معي على الأقل للبزويش «إش يا بزويش».