على خلفية ما أثارته القضية المنشورة تحت عنوان «ملتحيان يعتديان على فتاة بشفرة حلاقة» من ردود فعل متباينة تحوّلت «الشروق» الى منطقة حمام الانف لمزيد التحري حول ملابسات الواقعة. فور وصولنا الى مكان الحادثة المزعوم وبالتحديد قرب معتمدية حمام الانف لاحظنا وجود سيارتين تابعتين للجيش الوطني امام مقر المعتمدية كما كان أعوان من الجيش الوطني ينتشرون بجهات مختلفة من المعتمدية. عندها اقتربنا منهم وتوجهنا مباشرة بالسؤال عن حقيقة الحادثة التي كما أفادنا مصدرنا جدّت على بعد 50 مترا من المعتمدية وقد نفوا حدوثها. استياء واستغراب بدت علامات الاستياء والاستغراب على عدد من الأشخاص وبعض أعوان الجيش الوطني الذين رأوا في الحادثة مسّا من هيبتهم وتشكيكا في ما يقدمونه من خدمات وتضحيات في سبيل حماية أمن المواطنين، إذ قال لنا أحد الجنود: «أكثر ما يثير استغرابنا هو كيفية وقوع الحادثة بالقرب منّا، فنحن لم نبرح هذا المكان منذ الثورة ونحرص على تكثيف المراقبة وفي كل الأوقات». فيما نفى جندي آخر نفيا قاطعا حدوث الواقعة. نفس ردود الفعل التي تلقيناها عند اتصالنا بأحد أعوان الشرطة بمركز الامن الوطني بحمام الانف حيث أبدى بدوره استغرابه من الرواية وأضاف انهم لم يتلقوا اي شكاية في الغرض. ومن جهة أخرى التقينا ببعض المواطنين (رفضوا مدّنا بصورهم) وعبّروا عن غضبهم من المعلومات التي راجت حول الحادثة ونفوا بدورهم علمهم بحدوثها او مشاهدتهم لها. لمصلحة من؟ سؤال أجمع كل من التقيناه على الاجابة عنه اجابة واحدة سواء من أعوان الجيش او أعوان الأمن وكذلك المواطنين اذ اعتبروا ان من مدّنا بهذه المعلومات غايته الأولى بثّ الفتنة وزعزعة أمن الجهة خاصة في هذه الفترة الحرجة. و أضافوا ان من قام بترويج الخبر هو بالتأكيد من بقايا النظام السابق. ومن باب التوضيح نشير من جهتنا الى أن المعلومات التي نشرناها لم تكن من نسج خيالنا بل المدعو محمد بن عبد الله (موظف سابق) هو من اتصل بنا وقدّم نفسه كشاهد عيان على الواقعة وأكد حدوثها، واعتمدناه كمصدر جدير بالثقة خاصة أنه تعوّد الاتصال بجريدة «الشروق» سواء عبر هاتفه الجوّال او بمقر الجريدة لكن هذه المرة يبدو أنه كان يهدف الى تحقيق غايات أخرى. لذا نعتذر لقراء الجريدة ولأهالي منطقة حمام الانف ولأعوان الجيش الوطني عن الإساءة التي صدرت منّا دون قصد، وليس هدفنا من نشر الأخبار المسّ من أي جهة كانت ولا استهداف أي تيّار أو طرف معيّن، بل إنارة الرأي العام وتقديم المعلومات، ونرجو ان يقبل اعتذارنا.