لقد دأبت إذاعة موزاييك منذ إنبعاثها على التجديد شكلا ومحتوى، وتشكل فعل التجديد اختيارا مركزيا في تمشيها القائم على مواكبة المستجدات وتعديل ساعتها على إنتظارات مستمعيها. وفي هذا المجال عملت على إغناء برامجها بمفاصل متجددة وفق المواسم والمواعيد المناسبتية، ولتحقيق ذلك لم تنس العنصر البشري الذي يتحمل عبء التواصل مع المستعمين وتثبيت الإختيارات. ولعل مستعمي هذه المحطة يلاحظون الكم المعتبر من الأسماء التي اكتشفتها موزاييك وقدمتها لأول مرة لتصبح نجوما متلألئة في سماء الفضاء السمعي البصري ودون العودة إلى قائمة الذين أطلقتهم موزاييك عبر ذبذباتها، يمكننا التوقف عند آخر اكتشافاتها في هذا المجال لندرك جانبا من الفلسفة التي تتبعها هذه الإذاعة وما تتحلى به من روح المغامرة المحسوبة في اكتشاف الأصوات الجديدة والقادرة على الإضافة وهذا يجرنا منطقيا إلى الخوض في آخر اكتشافات محطة مونبليزير والمتمثل في الصوت القادم عبر «ميدي شو» أشهر البرامج الحوارية الإذاعية... ونعني الوجه الشاب الجديد نور الدين بن تيشة. فمنذ إنضمامه إلى برنامج «ميدي شو» وهو القادم على وقع ثورة 14 جانفي 2011 ما انفك يثبت يوما بعد يوم أنه في مستوى الآمال بفضل ما أظهره من انضباط وبذل متواصل وسعي دؤوب لتحقيق النجاح المأمول. لقد شكل بن تيشة ضلعا مكملا لصاحب البرنامج ومقدمه بوبكر بن عكاشة الذي سبقه خبرة وكفاءة وشهرة. ففي فترة زمنية قصيرة أظهر نور الدين بن تيشة الوافد من الغربة القسرية قدرة فائقة على التأقلم مع العمل الإذاعي وحقق نجاحات باهرة في مهمته كمحلل سياسي حيث تميز بالجرأة في طروحاته والوضوح في تحاليله التي تنم عن إلمام كبير بمجريات الأحداث. وما كان ليتحقق له ذلك لو لم يكن مسنودا إلى خلفية فكرية غنية تجمع بين الزاد العلمي والدربة السياسية والتمرس بالشأن العام رغم صغر سنه مقارنة بجهابذة التحليل السياسي وقد تدرب على النضال السياسي في الجامعة وكلفه ذلك سنتين سجنا من عمره ثم تغرب لمواصلة تعليمه وكانت له علاقات وطيدة بالمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى جانب عدد من الفاعلين في النضال السياسي ضد الديكتاتورية. نور الدين بن تيشة الذي أطلقت صوته إذاعة موزاييك أصبح له حضور مميز في الساحة الوطنية بفضل ما يتمتع به من خصال إنسانية ومهنية ويعتبر اليوم أحد الجياد الرابحة لهذه الإذاعة الطامحة دائما إلى الأفضل خدمة للإعلام الوطني الحرّ.