تعد مهن صنع الحصائر انطلاقا من نبات السمار وصناعة القرطلة والكنسترو والنقلة من نبات الريحان والقصب من المهن الأندلسية الموريسكية التي دخلت إلى الماتلين وكذلك إلى غار الملح بداية من سنة 1610. في هذه السنة وصل الموريسكيون المطرودون من إسبانيا عقب أحداث محاكم التفتيش ، إذ أن جزءا هاما من سكان الماتلين كانوا يمتهنون هذه الصناعة بالموازاة مع الفلاحة والصيد البحري حيث يشير السيد ناصر قلوز في كتابه « ماتلين « الصادر سنة 2005 في نسخته الفرنسية وسنة 2008 في نسخته العربية إلى أن حوالي 200 عائلة كانت تمتهن هذه الصناعة في أواسط القرن الماضي وهي صناعة بها جانب فني يشير إلى رفعة ذوق ممتهنيها. وفي الوقت الحاضر لم يبقى بالماتلين سوى عدد قليل جدا من الحرفيين منهم السيد «علي الشباب بالحاج» و«محمد زعوقة» و«محمد الدمني». إن هذه المهن أو ما تبقى منها أصبحت في الآونة الأخيرة موضوعا للبحث في مجال الدراسات الموريسكية حيث توافد على الماتلين عدد من الباحثين التونسيين والأجانب المختصين في هذا المجال لاستخراج العناصر التي تجمعها مع نفس المهن التي كانت موجودة بإسبانيا حتى منتصف القرن الماضي والتي انقرضت في الوقت الحاضر.