نجح اضراب النقل العمومي في تونس الكبرى أمس بنسبة فاقت 90٪ حسب ما أفاد به عضو بالمكتب التنفيذي لاتحاد عمال تونس الذي كان دعا الى الاضراب. هذا الاضراب الذي شل حركة تنقل الحافلات الصفراء والمترو ومترو حلق الواديالمرسى أكّد أن المعادلة بدأت تتغيّر في قطاع النقل الذي ظلّ القطاع القوي للاتحاد العام التونسي للشغل منذ عقود طويلة ولعبد السلام جراد بصفة خاصة، إذ برز اتحاد عمّال تونس ليفتك السيطرة ويبرز نفوذه على القطاع. وحسب ما أفاد به عضو بالمكتب التنفيذي فإن اتحاد عمال تونس يسيطر على كل نقابات النقل وله الاغلبية الساحقة في كل نقاباته وهو ما فسّر نجاح اضراب الأمس. هذه السيطرة طرحت سؤالا لدى المراقبين مؤداه هل أخطأت الحكومة وتحديدا وزارة الشؤون الاجتماعية في التفاوض مع أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل وكاتب عام جامعة النقل في حين أن اتحاد عمال تونس هو من دعا الى الاضراب وهو من يملك الاغلبية في التمثيل النقابي. هذه الملاحظة أثارت استياء قيادة اتحاد عمال تونس التي رأت ان الوزارة لم تكن محايدة بدعوتها الى طرف غير ممثل ولم يدع الى الاضراب. وأضاف عضو بالمكتب التنفيذي ان اتحاد عمال تونس ارسل برقية الاضراب يوم 23 جويلية الماضي أي قبل أكثر من 10 أيام التي يقتضيها القانون وأن الرئيس المدير العام لشركة النقل وجه لهم مكتوبا دعا فيه الى جلسة تفاوض معهم ويوم 4 أوت 2011 لكنه أخلف وعده في آخر لحظة. ويبدو أن حالة الغضب التي انتابت عددا كبيرا من المواطنين وحرفاء نقل تونس تعود الى «مفاجأتهم» بالاضراب صباح أمس بعد أن طمأنهم كاتب عام جامعة النقل بالاتحاد العام التونسي للشغل بأن الاضراب لن يتم وانهم سيجدون أمامهم كل وسائل النقل وهو ما لم يقع إذ تم تنفيذ الاضراب منذ ساعات الصباح الاولى وهو ما أربك الجميع.