ولد الأستاذ الهادي زمزم بقرية رفراف من ولاية بنزرت سنة 1889 وينحدر من عائلة مثقفة ينتسب معظم أفرادها الى جامع الزيتونة فتربّى تربية اسلامية عالية فقصد الكتّاب وحفظ القرآن ثم التحق بجامع الزيتونة الى ان فاز بشهادة التطويع في العلوم ثم نال اثرها التطويع في القراءات». حين أنهى تعليمه التحق بالمدارس الابتدائية كمعلّم بأكودة ثم الماتلين وأخيرا غار الملح ثم شارك في مناظرة بالجامع الأعظم فقُبل مدرّسا وعيّن مدرسا بالقيروان ثم التحق بالعاصمة وأخيرا انتهى به المطاف الى جامع الزيتونة. كان في قريته الإمام الواعظ والعدل المرشد يلتجئ اليه من في بلدته في المشكلات والمسائل الدينية ثم اسندت اليه خطة الإمام بالجامع الكبير برفراف فكان المصلون يأتون متلهفين لسماع خطبته المؤثرة ويشهد أهالي رفراف ما كان له من دور في تقوية الروح الدينية وغرس تعاليم الاسلام. كان له اشعاع داخل قرى ولاية بنزرت وخارجها اذ كان يقوم كل ليلة بدرس ليلي في مسجد غار الملح تطوّعا. كان عالما فقيها فصيح اللسان لا يحيد عن أوامر الدين ومبادئ الاسلام السمحة لذلك ذاع صيته وانتشرت في الأوساط الثقافية أخباره، والتحق بالرفيق الأعلى في 28 مارس 1970 بمسقط رأسه برفراف من ولاية بنزرت.