اعتمد التلفزيون الليبي تكتيك المعاملة بالمثل في تغطيته لأحداث الشغب في بريطانيا وقال أمس إن الحكومة البريطانية جلبت مرتزقة من اسكتلندا وايرلندا للتصدي للشغب. وقال التلفزيون الليبي أمس ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نفسه هو الذي جلب المرتزقة من ارجاء المملكة المتحدة لمساعدته على اعادة الأمن. بل إن البرنامج الصباحي للتلفزيون الليبي وصل في تهكمه على الخطاب الاعلامي البريطاني تجاه احداث ليبيا الى حد القول في نبإ عاجل إن «ثوار بريطانيا (يقفون) على مشارف مدينة ليفربول في معارك كرّ وفرّ مع كتائب كاميرون ومرتزقة من ايرلندا واسكتلندا... الله أكبر». ويذكر أن بريطانيا تعدّ من الاطراف المبادرة باتهام العقيد معمّر القذافي بجلب مرتزقة افارقة في الأغلب لمحاربة المعارضين. كما قالت وسائل الاعلام البريطانية في مناسبات عدة إن ثوّار ليبيا يوجدون على مشارف طرابلس او البريقة او مدن ليبية أخرى. الجيش على الخط وتقول بريطانيا ودول غربية أخرى إن تدخل «الناتو» يرمي لحماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي وهوما عاد إليه الاعلام الليبي الرسمي حين قال إن المتظاهرين في شوارع لندن وليفربول مواطنون بريطانيون. وقد أمر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيادة عدد أفراد الشرطة هذا الاسبوع لاعادة الهدوء الى لندن ومدن اخرى ووضع تحت تصرف الشرطة البريطانية خراطيم المياه وهو ما يحدث للمرة الاولى في بريطانيا. بل إن كاميرون أكّد أمس انه لا يستبعد اللجوء الى الجيش البريطاني إذا عادت اعمال الشغب بقوة معتبرا ان الأحداث لا علاقة لها بالسياسة وأن الهدف الوحيد للمشاغبين هو السرقة. وكان حديث التلفزيون الليبي الرسمي عن المرتزقة في بريطانيا جزءا من برنامج صباحي يهدف الى زيادة التأييد للقذافي. وقال مقدّم البرنامج ان هذه الاحتجاجات في بريطانيا ليست احتجاجات من صنع المخابرات الخارجية «مقارنا بين الاضطرابات» في بريطانيا والحملة العسكرية التي تقول طرابلس انها مخطط أجنبي للاطاحة بالحكومة الليبية الشرعية. هدوء نسبي وقد سجل أمس هدوء نسبي في المدن البريطانية فيما بدأت المحاكم العمل على مدار اليوم لمحاكمة 880 شخصا تم ايقافهم بعد اعمال العنف والشغب الاخيرة. لكن الشرطة البريطانية واصلت اسم حالة الاستنفار المعلنة في صفوفها معتبرة ان الامطار الغزيرة في الشمال والانتشار الأمني المكثف في لندن وراء الهدنة النسبية المسجّلة أمس وهي تخشى تجدد اعمال الشغب والعنف خصوصا في المدن الشمالية مثل مانشستر وبرمنغهام وليفربول.