بقلم: الأستاذ نبيل المناعي ليست السنّة القيام بفعل كل ما فعله رسول اللّه ے وإنما السنّة هي اتّباع وهناك فرق بين اتباعه وبين القيام بكل ما فعل فقد قام بأفعال خاصة به ولا يجوز القيام بها فقد وصل الليل بالنهار في الصيام وتزوّج بتسع نساء ويحرم على المسلم القيام بذلك. ابتداء، تطلق السنّة ويراد بها المندوب أي ما يجاز على فعله ولا يأثم تركه، أما أفعاله ففيها الخاص به كما سبق وفيها ما هو واجب وفيها المندوب وفيها المباح، أما المكروه والحرام فلا يقوم بهما عليه السلام. وأقواله ليست محلّ تقليد وإنما تفهم ويلتزم المسلم بما تضمنته من أحكام أو عقائد.. والإقرارات هي ما رأى المسلمين متلبسين بفعله وأقرّهم عليه، مثل الذي كان يسمع العزف على الناي أو العازف نفسه. الاقتداء برسول اللّه ے هو أخذ الأفعال والالتزام بها على النحو الذي حدّده، فنقوم بالفعل اقتداء ويكون واجبا، كالصلوات المكتوبة، ونقلّده عليه السلام في فعل على أنه مندوب لاغير كالعمرة والصدقات، ونقوم بأفعال قام بها عليه السلام وهي مباحة لا أجر فيها أو نترك أفعالا وهي مباحة لا إثم على فعلها. نعم يجب الاقتداء برسول اللّه ے تغيير أحكام الأفعال فهي تؤخذ منه عليه السلام وإلا اعتبر تشريع من المسلم وهذا لا يجوز. فمثلا أن يلبس المسلم لباسا يقلّد فيه رسول اللّه ے لا يجوز أن يندبه لنفسه ولا لغيره أو يفرضه على نفسه أو على غيره إن كان مباحا. قال رسول اللّه ے: «من رغب عن سنّتي فليس منّي».