بات «طريق طرابلس» سالكا أمام ثوار ليبيا أكثر من أي وقت مضى بعد تطويق العاصمة من الجهات الثلاث وإحراز تقدم ميداني ملموس على جبهة البريقة أكثر المدن استراتيجية. وأعلنت المعارضة الليبية المسلحة أنها تمكنت مع حلول فجر أمس من التقدم على ثلاثة محاور باتجاه العاصمة طرابلس. الاقتراب من طرابلس ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر في المعارضة المسلحة تأكيدها أنّ المقاتلين تمكنوا من الاقتراب من المدن الساحلية الرئيسية غرب البلاد وهي «الزاوية» و«العزيزية» و«صرمان». وأضافت أنها بوصولها إلى هذه الأماكن الاستراتيجية تقطع الطريق أمام كتائب النظام الليبي للتزود بالمؤن الغذائية والنفطية وتحول دونه ودون البوابة الغربية المطلة على العالم وهي تونس. وأشارت إلى أنّ مسلحي «الانتقالي» مصرّون على التقدم نحو «الزاوية» الواقعة على بعد 80 كيلومترا غرب طرابلس. كما ذكر المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين في بنغازي محمد زواوي أنّ المقاتلين دخلوا البريقة وسيطروا على المنطقة السكنية رقم3. و«المنطقة السكنية» في البريقة مقسمة الى 3 أحياء مختلفة. وأورد زواوي أنّ مسلحي الانتقالي بسطوا سيطرتهم على الجهة الشرقية للبريقة فيما لاتزال الجهة الغربية في يد مقاتلي النظام الليبي. وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أن مصفاة النفط لا تزال تحت سيطرة كتائب العقيد معمر القاذفي. وتقع الأحياء السكنية التي وقع فيها القتال والاشتباك المسلح على بعد 15 كيلومتر شرق المنشآت النفطية. ضعف في الكتائب في هذه الأثناء، قال مسؤول في عمليات حلف «الأطلسي» بليبيا الجنرال شارل بوشار إن قوات النظام الليبي غير قادرة على شنّ هجوم عسكري بسبب تراجع قوتها ورغبتها في القتال. وأشار بوشار الى أن اعتماد القذافي على المرتزقة ازداد في الآونة الأخيرة حسب قوله الأمر الذي يشير الى التأثير الكبير الذي تركته عمليات «الأطلسي» على مقاتلي القذافي. وزعم أن القوات النظامية باتت تطلق النار بشكل عشوائي على المدنيين. من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد حيال ما تردد من تقارير تؤكد وقوع ضحايا في النزاع الليبي بما في ذلك في غارات حلف شمال الأطلسي. ودعا كافة الأطراف الى الالتزام بأقصى درجات الحيطة في تحركاتهم للحدّ مستقبلا من الخسائر في صفوف المدنيين. وكان بان كي مون قد أجرى الاربعاء الماضي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي للتأكيد على ضرورة حماية المدنيين والمطالبة ببذل جهود جديدة للتوصل الى حل سياسي للنزاع. وفي سياق متصل أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أنّ طائرة شحن تعود ملكيتها الى النظام الليبي صادرتها من قبل دولة الامارات موجودة حاليا في بنغازي. والطائرة من طراز «اليوشن» وهي طائرة نقل عسكري من صنع الاتحاد السوفياتي السابق وبقدرة نقل تصل الى 40 طنا.