لا يزال العنف يلقي بظلاله الخطيرة على اليمن الذي لم يبرح بعد الأزمة السياسية الطاحنة التي دخلها منذ نحو 6 أشهر والتي تفاقمت خصوصا مع محاولة الاغتيال التي استهدفت الرئيس علي عبد اللّه صالح. هاجم أمس مسلحون دورية للجيش في مدينة تعز الجنوبية وقتلوا جنديا في استئناف للاشتباكات بين مؤيدي الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح ومعارضيه. ووصفت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» المهاجمين بأنهم عناصر خارجة عن القانون دون أن تحدّد هويتهم وذكرت أن جنديين آخرين أصيبا بجروح. وتشكل «تعز» مسرحا لأشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي صالح الذي يعالج الآن في السعودية من اصابات أصيب بها خلال محاولة لاغتياله في جوان الماضي. وأدّت الاحتجاجات في «تعز» الواقعة على بعد 200 كيلومتر عن العاصمة صنعاء الى تقسيم المدينة الى شطر تسيطر عليه القوات الحكومية والآخر يسيطر عليه رجال قبائل يريدون رحيل صالح وتحالفوا مع متظاهرين مناهضين له. من جهته دعا العميد يحيى محمد عبد اللّه صالح ابن أخ الرئيس علي عبد اللّه صالح الذي يقود وحدة أمنية رئيسية في البلاد الى الحوار لانهاء الأزمة السياسية في بلاده، لكنه هدّد بكسر رقاب أي فصيل يسعى مجدّدا الى اسقاط صالح بالقوة. وفي ما يتعلق بالشق السياسي فقد ذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح أكد أهمية البحث عن آلية مناسبة لتنفيذ المبادرة الخليجية من أجل انتقال سلمي للسلطة في بلده. وأكد صالح خلال استقباله عددا من المسؤولين وقيادات المؤتمر الشعبي العام في مقر إقامته بالرياض أهمية الاستمرار في التعامل الايجابي مع المبادرة الخليجية والبحث عن آلية مناسبة لتنفيذها بما يكفل انتقالا سلميا سلسا للسلطة وفقا للدستور. وفي السياق ذاته كشف أمين عام مجلس الوزراء اليمني عبد الحافظ السمة عن اعتزام صالح اطلاق «بشرى سارة» للشعب اليمني فور عودته الى البلاد قريبا من السعودية بعد تماثله للشفاء. وامتنع المسؤول اليمني عن التصريح عن ماهية البشرى السارة التي سيبادر صالح بالاعلان عنها مكتفيا بالقول بأنها ستخرج اليمن من الأزمة السياسية الخانقة التي يعاني منها منذ أكثر من 6 أشهر. كما نفى مصدر حكومي مسؤول ما تداولته وسائل الاعلام حول قيام صالح ببعث خطاب للادارة الأمريكية عبر من خلاله عن عدم رغبته في العودة الى اليمن والبقاء في السعودية. من جهة أخرى امتلأت الساحات والميادين العامة في أمانة العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية أمس بملايين المواطنين اليمنيين في ما أطلق عليها «جمعة الاصطفاف الوطني» لحماية الشرعية الدستورية.