تمّ لأوّل مرة إدماج مهرجان سوسة الدولي في دورته 53 ومهرجان المدينة فيما سمّي ب»ليالي رمضان 2011»، حول هذه البرمجة ومواضيع أخرى كان لنا لقاء مع الدكتور هشام بن سعيد مدير مهرجان سوسة الدولي في حوار لم يخل من إثارة وصراحة. 1 لماذا تأخّر برنامج مهرجان سوسة الدولي عكس بعض المهرجانات الأخرى ؟ نظرا للظروف التي مرّت بها البلاد لم تكن لنا النية بتاتا في برمجة المهرجان ولكن بعد تفكير قررنا دمج مهرجان سوسة بمهرجان المدينة. 2 ولماذا هذا الدمج والذي قد يفقد خصوصية المناسبتين في نفس الوقت؟ الأمور التنظيمية حتمت ذلك وكذلك ضغط الوقت بل كنا سنلغي مهرجان سوسة الدولي هذه السنة والإكتفاء بليالي رمضان ورجوعا للظروف الإستثنائية التي تعيشها البلاد والصعوبات المالية حاولنا في ظرف قياسي وضع برنامج يتماشى مع المناسبتين ولكن في السنة المقبلة إنشاء الله ستعود الأمور إلى مجاريها. 3 ألا ترى أن العروض المبرمجة بعيدة عن خصوصيات شهر رمضان ما عدا عرضان يتميزان بنفحات دينية روحية من جملة ستة عشر عرضا؟ صحيح البرمجة غير مناسبة لا لمهرجان سوسة الدولي وأيضا غير مناسبة لشهر رمضان فبرنامج هذه السنة ليست له أية خصوصية سيكون فسيفساء لا غير نظرا للظروف الإستثنائية التي ذكرتها لك. 4 الملاحظ في هذا البرنامج تواجد وجوه مستهلكة في مهرجان سوسة ذاته إضافة إلى عروض تواجدت السنة الفارطة مع تواصل غياب وجوه أخرى؟ لم يكن لنا في ذلك خيار، كنا سنسقط في وجوه مستهلكة أخرى وليس لي مانع في تكرار هذه الوجوه. 5 هل كانت هذه الوجوه مفروضة؟ لا أبدا ، فنحن من اختار كل العروض إضافة إلى وجود عروض مدعمة من وزارة الثقافة و كمهرجان سوسة اخترنا ستّ عروض والبقية اختارتها المندوبية الجهوية للثقافة بما فيها العروض المدعمة. 6 ما هي هذه العروض المدعمة؟ عرض شهرزاد هلال، عرض «العازفات» ومسرحية «عاش يتمنى». 7 عرّجت على الصّعوبات المالية رغم الشراكة بينكم وبين المندوبية الجهوية للثقافة فلماذا لم يقع التوجه إلى عروض أبناء الجهة وخاصة الأعمال التي ساهم مهرجان سوسة بصفة أو بأخرى في إنتاجها ولكن اندثرت منذ عرضها الأوّل ك»الغالية»،خرافة على سوسة»، «زرياب» و«عشق» إضافة إلى عروض لأصوات متميزة كحيدر أميرورؤوف عبد المجيد.. واجتهادات أخرى فردية؟ أوّلا كلفة عروض هذه السنة غير مرتفعة بالمرة وقد كان ذلك من بين شروطنا على مختلف الفنانين،ثانيا لم يتواجد من شجع وساند مبدعي الجهة أكثر من مهرجان سوسة و في البرنامج كما لاحظت أكثر من فنان من الجهة فرؤوف عبد المجيد تمّت برمجته في العديد من المرات. 8 بعيدا عن الشخصنة فالمطرب حيدر أمير رغم مسيرته الطويلة والثرية بالإنتاج الفردي لم يبرمج في أي دورة من مهرجان سوسة الدولي ونجده هذه السنة كمقترح في سهرة صحبة فنانين شابين؟ كلّ من تقدّم بملف مقنع لم نتردّد في برمجته ومخطئ من يظن ان لي احترازا على حيدر. 9 ملف مقنع بالنسبة لمن؟ من يختار ويقرّر العروض المبرمجة في ظلّ تواصل غياب لجنة فنية في هيئتكم وأيضا في المندوبية الجهوية للثقافة؟ حتى ولو أنشأنا هذه اللجنة فسوف لن يتجاوز عدد أعضائها الأربع أشخاص حتى لا تكثر الخلافات، وسنعمل على انشائها في القريب العاجل . 10 لماذا لم يقع تجديد هيئة المهرجان التي لا تضم إلى الآن أي فنان أو أديب ممّا أثّر سلبا على نوعية العروض المنتقاة؟ سنسعى إلى تطعيم الهيئة بوجوه أخرى وبالتالي تطوير مجال العمل بما فيه اختيار العروض الفنية. 11 في خضم هذا الحراك السياسي هل تفكر في خوض هذا المجال والحال أن شعبيتك كبيرة في الجهة ويكاد يكون هناك اجماع حول شخصك؟ أتابع المشهد السياسي ولكني لم أمارس أي نشاط سياسي فليست لي مطامح في هذا المجال فأنا مغرم بالمجال الثقافي و الرياضي. 12 لماذا كنت رافضا طوال مدة إدارة المهرجان وضع صورة المخلوع في مكتب إدارة المهرجان رغم قرابتك بالدكتور حامد القروي؟ (يبتسم) أرجوك لا نتحدث في السياسة...(يواصل الضحك) 13 هل كنت محظوظا بزواجك بابنة الدكتور حامد القروي؟ ما معنى محظوظ؟. . 14 يقال أنك كنت مبجّلا؟ ما معنى مبجّلا؟ فالدكتور حامد القروي هو أبي الروحي وبقطع النظر عن مسؤولياته السياسية فهو أفضل إنسان عرفته في حياتي، هو رجل فاضل ولم أستغلّ قطّ قرابتي به ولم أكن يوما مبجّلا. 15 يقال إن الفنانين يعاملونك معاملة خاصّة بحكم تلك القرابة؟ يتعاملون معي مثل أي مدير مهرجان، فما يتداول ليس له أي أساس من الصحّة «كل حاجة في بقعتها». 16 أي مستقبل لمهرجان سوسة الدولي وهل ستبقى على رأس إدارته؟ سيعرف منعرجا انطلاقا من السنة القادمة سوف لن يقتصر نشاطنا على الصيف سنقوم بتظاهرات في شهر أكتوبر وبقائي من عدمه غير معلوم كل ما أستطيع تأكيده هو أنني تعبت كثيرا. 17 سنرجع إذا لظاهرة الإحتفالات بالإنتخابات؟ (يتحمس) لا أبدا ليس بمناسبة الإنتخابات أنت تعرف أنني لست من الناشطين في المجال السياسي ولكن لإعطاء أبعاد أخرى للمهرجان. 18 لكن كنت دائم الحضور في لقاءات حزب «آفاق تونس» فهل هي ممارسة سياسية من نوع آخر؟ أحترم هذا الحزب كثيرا ولي حنين خاص له نظرا إلى جدية برنامجه وأنا بصدد الإنخراط فيه ولكن أؤكد أنه لم ولن تكون لي مطامح سياسية.