عندما قرر النجم الايطالي الشهير «باولو مالديني» الاعتزال قال المدرب «كارلو أنشلوتي»: «لا يمكنني أن أتخيل اليوم الذي يعلن فيه مالديني اعتزاله» ونحن بدورنا لن نستطيع تخيل الساحة الكروية بدون الطاهر الشايبي أحد أفضل نتاجات الكرة التونسية على الاطلاق. يجمع الفنيون على ان اللاعب السابق للنادي الافريقي والمنتخب الوطني الطاهر الشايبي يعتبر أفضل جناح أيمن في تاريخ الكرة التونسية وذلك قياسا بفنياته العالية وسرعته في التحرك ودقته في التسديد... وساهم الشايبي في تتويج فريق باب الجديد بالعديد من الألقاب وجعل فريقه يسيطر بالطول والعرض على الكرة التونسية خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي كما تألق الشايبي في صفوف المنتخب الوطني حيث بلغ معه الدور النهائي لكأس أمم افريقيا عام 1965 ولكن اللقب عاد لفائدة المنتخب الغاني (3/2) بالرغم من ان منتخبنا الوطني كان متقدما في نتيجة تلك المقابلة (2/1) بفضل الثنائية التي سجلها الشتالي والشايبي. اعتزل الطاهر الشايبي الميادين منذ عدة عقود ومع ذلك فإنه بقي محبوبا من قبل الجميع حتى أصبح على ما هو فيه محسود لذلك لا يمكنه اليوم الا ان يشعر بالفخر والاعتزاز حتى وان لم يجن سوى الألم من كرة القدم بما أنه لم يسارع مثل بعض اللاعبين الى استبدال ألوان فرقهم الاصلية بأزياء أندية أخرى كما هو الحال بالنسبة لمالديني و«ريفا» و«ديلبيارو»... ففوت الشايبي على نفسه فرصة ثمينة عندما كان لاعبا في تقمص ألوان أكثر من فريق أوروبي وضع تحت قدميه الملايين للظفر بخدماته. هذه ظروفي «الشروق» تحدثت الى الطاهر الشايبي الذي تعرض الى أزمة صحية حادة خلال الساعات القليلة الماضية وهو ما استوجب نقله الى المستشفى قبل ان يغادره بسلام ويتحامل على نفسه ويؤكد لنا ما يليك «لقد ساءت حالتي الصحية كثيرا خلال الايام القليلة الماضية ووجدت نفسي مجبرا على الافطار دون أن أتناول شيئا يذكر وذلك بعد ان أمرني الطبيب بتناول دواء معين من شأنه ان يخفف من وطأة الآلام حتى أنني أصبحت غير قادر على مغادرة منزلي الا بصفة نادرة جدا وذلك برفقة زوجتي التي أشكرها كثيرا على مساندتها لي شأنها في ذلك شأن أبنائي خاصة وأنني لم أجد الى جانبي من يساعدني على تجاوز أزمتي الصحية سوى الله عزّ وجلّ ومن بعده زوجتي وأبنائي...» «لم أجن سوى الألم» ويضيف الشايبي قائلا: «أما كرة القدم فقد كرهتها فأنا من أبناء «باب الجديد» ولذلك لم يعد بإمكاني حتى مجرد تحمل وقع الهزائم التي قد يتعرض اليها النادي الافريقي الذي أعشقه حدّ النخاع والذي قضيت صلبه أجمل سنوات العمر حتى وان لم أجن سوى الألم والمتاعب بعد ان اعتزلت كرة القدم خالي الوفاض بالرغم من كل تلك السنوات التي سخرتها للذود عن الفريق ولكن الحمد لله الذي عوضني عن المال باحترام وتقدير جميع الرياضيين وهو ما تجسّم من خلال المكالمات الهاتفية التي تلقيتها من قبل عدة وجوه رياضية من النادي الصفاقسي والترجي الرياضي والنجم الرياضي الساحلي، مع العلم أنني لا أعرف المسؤولين الحاليين للنادي الافريقي... وكل ما أتمناه حاليا هو أن يحالف النجاح أبنائي خاصة وأنه لديه ابنة مازالت تزاول تعليمها والحمد لله أنني وجدت أفراد عائلتي الى جانبي في محنتي هذه».