حملنا الحاج محجوب من سكان باب سويقة إلى أيام زمان في رحلة عبر الذاكرة ليسرد لنا بعض الذكريات التي مازالت عالقة بذهنه رغم تجاوزه عتبة السبعين من العمر . الحاج محجوب أبدى رغبته في الحديث عن سهرات الحلفاوين التي اندثرت منذ أواخر الخمسينات للتعريف بها لدى الأجيال الجديدة التي لم يتسن لهم متابعتها ومعايشتها عن قرب . ويقول في هذا الصدد : كانت سهرات الحلفاوين خلال شهر رمضان المعظم تقام داخل ما يسمّى ب«البرارك» وكانت كل «براكة» تختص في تقديم عروض معينة ومحددة من العروض الفرجوية . وكانت تشهد إقبالا كبيرا من قبل الشباب والأطفال وحتى الكهول . ومن بين الألعاب التي تستقطب الاهتمام لعبة التذاكر التي كانت توفر للمتسابقين والفائزين الحصول على جوائز رمزية مثل طاقم أكل من الفخار أوغيرها من الجوائز البسيطة في قيمتها المادية والغالية في قيمتها المعنوية لدى الناس . ويجلب الساحر واسمه على ما اذكر «بخبوخ بن بخبخة «ومن أهم عروضه عرض النار ويتمثل في أن السحار يملأ فمه ب«الڤاز» وينفخ في «الفتيلة» فتشتعل النار فيخيل للمشاهد وخاصة الأطفال الصغار انه يخرج النار من فمه . وتظل البراكة الكبيرة من أهم البرارك التي تستقطب الاهتمام وخاصة من قبل الشباب والكهول الذين يقبلون على عروضها بأعداد غفيرة جدا وكانت تذكرة العرض 20 مليما ولا يسمح إلا لحاملي التذاكر بالدخول ومشاهدة العروض المتمثلة في تقديم وصلات من الرقص الشعبي من طرف راقصات غير محترفات . هذا إلى جانب عدد آخر من العروض الفرجوية مثل صندوق عجب والساحر الايطالي والشقليبة الكبرى. وكل هذه الألعاب اندثرت ولم يعد لها وجود منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي .