تفوح في رمضان بعاصمة الاغالبة روائح كثيرة أصيلة تعبق من روح الأصالة والعادات. ومن بين ما يميز رائحة رمضان في القيروان هو صناعة الخبز الذي يتخذ أشكالا متنوعة ونكهات مميزة. ولا يختلف صائمان ولا زائران حول جودة الخبز القيرواني خصوصا إذا كان خارجا من احد الأفران التقليدية من مخبزة بن ناظر أو بوفندار أو مخابز عمرانية وغيرهم من قدماء صناعة الخبز في الجهة. ويقبل الزائرون على الخبز القيرواني بشكل ملفت. وهو لا يقل أهمية عن المقروض القيرواني. فكلاهما يحتفظ بمميزات وعادات عريقة. وفي شهر رمضان تتنوع أشكال الخبز وأنواعه من الخبز المبسس بزيت الزيتون أو السمن إلى الخبز المجرح أو الطليان أو خبز الصينية المميزة بلونها الأسمر. كما تختلف المواد المستعملة في صناعة الخبز. سواء من حيث التوابل والبهارات مثل نباتات القرفة والحبة السوداء وحب البسباس وحبة الحلاوة، أو من حيث الطحين المستخدم. حيث يختلف الخبز من خبز السميد إلى خبز القمح والنخالة إلى خبز الفارينة الجيدة أو المدعمة. خبز الصينية ويؤكد السيد رياض عمرانية، أن الخبز له نكهات مخصوصة في رمضان وتضاف إليه عديد المنكهات والمحسنات. وبين أن ابرز الأصناف التي يقبل عليها الصائمون هي الخبز المجرح نظرا لخفة لبابته وسهولة هضمه وكذلك خبز القمح والسميد وحتى النخالة. وبين أن ما يميز خبز القيروان هو ما يضاف إليه من منكهات هي في الأصل توابل البسباس والمحلب والعود والجلجلان وزيت الزيتون. إضافة إلى ميزة الأفران القديمة التي يستعملها. وتجدر الإشارة إلى انه في القيروان يخصص لكل مناسبة خبزها. سواء في حفلات الختان أو في الأعراس أو في المناسبات وتخصص لكل طبخة خبزها. وتحافظ العائلات القيروانية على عادة إعداد الخبز في المنزل. فيتم عجن الخبز من سميد القمح أو الشعير، ثم توضع في صينية نحاسية الهوى من جهاز العروس تكون ملمعة قبيل رمضان مع سائر الأواني النحاسية. ثم تحمل المرأة أو الأطفال الصينية إلى المخبزة لتوضع في الفرن.