لكل فترة من فترات التاريخ عادات وتقاليد تطبع سلوك الناس في حياتهم اليومية وتميز تفاصيل حياتهم في المناسبات السنوية، ولعل رمضان الكريم من المناسبات الهامة والمحببة الى قلوب المسلمين في كافة أصقاع الدنيا، ومن أهم ما يسهم في تنوع وتغير هذه العادات ما يشهده العالم من تطور وتقدم في عديد المجالات التكنولوجية منها والصناعية فتنتفي سلوكيات وتولد أخرى.. بالأمس البعيد وفي غياب وسائل النقل الحديثة وكذلك وسائل الاتصال والتكنولوجيات المتطورة كان الناس خلال شهر رمضان يتعاملون في حياتهم بطرق ووسائل تقليدية اخرى ليتعايشوا فيما بينهم، وكانت تلك الطرائق بديلة لوسائل اليوم الحديثة... «القربة» ثلاجة الأمس: في غياب وسائل التبريد كالثلاجة وغيرها، استعمل أهالي الصخيرة كغيرهم من جهات البلاد بالجنوب التونسي «القربة» لتبريد الماء خاصة خلال شهر رمضان المعظم وهي حاوية مغلقة قدت من جلد الاغنام كان البعض يتعمد طلاءها بمادة القطران ليضيف الى طعم الماء حلاوة يعشقها الظمآن خلال شهر الصيام وتكاد «القربة» لا تغيب عن كل عائلة بالصخيرة وهي أحد الادوات التي لا تباع ولا تشتري بل يصنعها أفراد العائلة وقد تتوفر بأعداد كثيرة لدى بعض الميسورين ممن يملكون رؤوسا كثيرة من الأغنام. صفارة «العم أحمد» ايذانا بموعد الافطار هو أحد شيوخ المنطقة يدعى أحمد عبد المؤمن النوري، تطوع طيلة حياته بأن يستعمل صفارته لاعلان حلول الافطار طيلة أيام شهر رمضان الكريم المرحوم كان يصعد فوق سطح المنزل ويصفر في أكثر من مناسبة اعتمادا على ساعته اليدوية التي تكاد تكون الوحيدة بالمنطقة وقد دأب الناس على اعتماد صفارة عم «أحمد النوري» لسنوات عديدة قبل ان يتم فيما بعد اعتماد اجهزة الراديو لسماع آذان المغرب.