لم يتغير المشهد في أكبر وأكثر أسواق مدينة باجة حركة ونشاطا... السوق نهج خير الدين باشا المعروف لدى العامة والخاصة بسوق باب الجنائز... والمشهد طرق الانتصاب وعرض البضاعة ونوع البضاعة وسعرها ومدى الإقبال عليها. فمقارنة بالأيام التي سبقت حلول شهر رمضان المعظم وقفنا على اختفاء كلي للهفة المواطن وهو يقبل على أنواع معينة من المواد الغذائية كالسكر والزيت والمياه المعدنية وغيرها ومع اختفاء اللهفة لم تعرف السوق اختفاء لأي مادة من المواد الغذائية. استقرار في الأسعار أما الأسعار فقد شهدت استقرارا نسبيا بالنسبة للحوم الحمراء والبيضاء على حد السواء... فلحم الخروف و«البقري» حافظا تقريبا على ال14 دينارا التي انطلقا بها في رمضان والدجاج تراوح بين 4500مليم و5 دنانير. وقد حافظت البطاطا على ال700مليم في حين ساهمت الوفرة وقلّة التهافت في تراجع أسعار بعض الخضر كالطماطم والفلفل وغيرهما. وأما الغلال فقد تميزت كعادتها بظهور كل الأنواع دون استثناء وخصوصا الدلاع والبطيخ وخاصة «الخوخ بوفطيره» الذي لم يكن في متناول الجميع سابقا فقد نزل الكيلوغرام منه الى 700مليم وهو الذي لم نعهده ينزل تحت سقف الثلاثة دنانير وعلى غرار المواد الأخرى ساهمت الوفرة والتنوع واختفاء اللهفة في التأثير لصالح المواطن على مستوى أسعارالغلال. فوضى الانتصاب مرة أخرى لايمكن الحديث عن أسواق مدينة باجة دون الحديث عن الفوضى العارمة على مستوى الانتصاب ومرة أخرى نؤكد أن العبور والتجوال داخل سوق باب الجنائز يعد ضربا من الرياضة التي ليست في متناول الجميع فالأمر يحتاج الى فطنة في اختيار المسلك وقدرة على تخطي عتبة القادم في الاتجاه المعاكس. أصحاب الدكاكين بعضهم مدو بضاعتهم نصف الشارع وآخرون يستغيثون بعد ان احتل الباعة المتنقلون واجهات دكاكينهم. وتجدر الاشارة الى تكون مجموعة لمقاومة هذه الظاهرة تدعو الى عدم الاقبال على البضائع التي لايحترم باعتها أصول العرض والانتصاب. ودور هذه المجموعة يقتصر على التوعية لا أكثر ولا أقل. ولعل جديد أسواق مدينة باجة هذه الأيام لهفة واقبال غير مبررين على مشروبات غازية من بلد عربي مجاور لاتزيد قيمة عما يصنع في بلادنا فقد تكدست القوارير البلاستيكية ونصبت لها الخيام لتزيد السوق المذكورة اكتظاظا...