قال الهادي خيرات عضو هيئة المحافظة على القانون الداخلي للكنفدرالية الايطالية العامة للشغل (سيجل) إنّ «تونس عليها الضغط على إيطاليا وعلى الاتحاد الاوروبي من اجل حفظ كرامة المهاجر التونسي»... مؤكّدا أن وضع المهاجرين في إيطاليا ازداد سوءا خاصة مع انطلاق تطبيق قانون بوسفيني بداية من جانفي الماضي. قانون بوسفيني يقضي هذا القانون الذي كان أولى ثمار وصول اليمين المتطرف الى الحكم في أفريل 2008 بطرد كلّ مهاجر فاقت مدّة بطالته 6 أشهر...وتشمل بالاساس حاملي وثائق الاقامة التي يتم استبدالها كل سنتين و»أمام تزامن اصدار هذا القانون مع استفحال الازمة المالية العالمية طالبت النقّابات الايطالية بإلغائه حتّى لا يخسر المهاجر الشغل والاقامة معا أو تأجيله الى حين زوال الازمة الاقتصادية». كما قال السيد خيرات كاتب عام الاتحاد الجهوي للسيجل في بيروجا في تصريح خصّ به «الشروق» إنّ الازمة التي يعيشها العالم اليوم أعمق من أزمة 1929 لأنها طرحت بالتوازي مسألة كرامة الانسان...و«الدولة التونسية مطالبة اليوم بحفظ كرامة التونسي المهاجر في إيطاليا. وذكر أيضا أن التونسيين في إيطاليا يتوزعون على عدد من المدن خاصة منها الشمالية اذ تضم ميلانو وحدها 60 ألف مهاجر وتضم جنوة 20 ألف مهاجر في حين تضم روما 30 ألف مهاجر ونابولي 18 ألف مهاجر وبالارمو 30 ألف. وأشار الى أن الشمال الايطالي تنشط فيه تجارة المخدرات وأغلبية التونسيين تجبرهم البطالة هناك على التورّط في الممنوعات...كما أوضح أن 20 ألف مهاجر سرّي تونسي جابوا إيطاليا شمالا وجنوبا وتعثّروا بحقيقة صعوبة الحصول على شغل لأن إيطاليا بدورها تعيش أزمة بطالة...إذ تقدّر نسبة البطالة هناك ب18 بالمائة. نقد الحكومة وانتقد المتحدث حكومة اليمين في إيطاليا مشيرا الى أنها وصلت الى الحكم على ظهر المهاجرين...» توجد في إيطاليا نسبة هامة من المسنين يمثلون تقريبا 55 بالمائة من مجموع السكّان هؤلاء يسهل تخويفهم من المهاجرين وهذا تقريبا ما فعله اليمين» واضاف أن الحكومة الايطالية تسعى إلى الإيقاع بين العمّال الايطاليين والعمّال الاجانب بتهمة أن الاجانب أخذوا مواقع سكّان البلاد في الشغل وذلك لتغطية فشلها في حلّ أزمة البطالة». وقال أيضا إنّ الهجرة اصبحت موردا لتعبئة خزينة الدولة الايطالية «فهي تعلن حصّة بالآلاف لقبول المهاجرين ما ان كان لديها مشكل في الضمان الاجتماعي». كما انتقد الحكومة التونسية قائلا إنّها «ترضى بالقليل» وتساءل حول عدم استغلال تونس للمصالح المشتركة للضغط على إيطاليا وعلى الاتحاد الاوروبي لدفعه إلى الضغط بدوره على إيطاليا من اجل تحسين ظروف اقامة وعمل المهاجر التونسي وحفظ كرامته. وأضاف أن دول شمال المتوسّط نادمة على أخطاء ارتكبتها في سياساتها الخارجية وهم الآن بصدد المراجعة وبالتالي «بامكان تونس الضغط من اجل المحافظة على كرامة مهاجريها في إيطاليا» واصفا ما يتعرضون اليه بالابتزاز والاهانة. وروى محدثنا كيف أن مدينة بيروجا استقبلت 349 مهاجرا سرّيا تونسيا ومن خلال لقائه بهم تبيّن أن 90 بالمائة منهم على الاقل من ذوي المستويات الجامعيّة وهم من ولايات القصرين وبوزيد والمهدية ومدينة جرجيس مؤكّدا أنه ليس بالهيّن وصول 20 ألف «حارق» تونسي الى إيطاليا في أسبوع واحد مشدّدا على القول بأنّ الدولة عليها القيام بدورها.