محكمة..! فتحت الجلسة... سيدي الرئيس حضرات المستشارين، اليوم وقد أصبح الشعب يحاكم حكامه، كيف سأنظر إليكم، وقد شهد أكثر من شاهد من أهلكم عبر كل وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة والمنقولة عبر أفواه وألسنة العامة على وجود بؤر فساد وكساد وارتداد طال حقوق العباد والبلاد في سلك القضاء؟ كيف سأنظر اليكم، وأنا من كان يؤمن بأنكم من ينصفون المخلوق بالعدل والقسطاس بعد الخالق وقد شهد شهود منكم عليكم بأن في القضاة فسادا شهادة بلغت الصم والبكم؟ كيف سأنظر اليكم وأنا من كان يؤمن ملء القلب وعلى ظهر قلب لا يد طائلة تعيد الحق الى أصحابه سوى أيديكم وقد شهد شاهد منكم عليكم بأن من بين أياديكم أياد شرعت حق سلب المسلوب للسالب، واخضاع المغلوب للغالب، وتغليب المطلوب على الطالب، والله غالب؟ سيدي الرئيس حضرات المستشارين أيها الملأ الكريم بين قوسين حتى يأتي ما يخالف ذلك كيف سأنظر اليكم وقد حول شهودكم عليكم عقيدتي الى عقد معقدة، أليس أهل القضاء أدرى بشعابه من أهل مكة بشعابهم؟ أليس ما مر يوم دون أن يطل علينا أحدكم أو جموع منكم يطلبون صابون الدنيا وجفالها لتطهير القضاء ومد حبل غسله من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن أقصى الغرب الى أقصى الشرق؟ سيدي الرئيس حضرات المستشارين هل القضاء حقا عفن الى هذا الحد؟ أم في المسألة أخذ ورد؟ وهل أن «بسكولة» العداله حقا يا أهل الحقوق كانت بلا طابع، وأن صروفها مغشوشة الموازين الى درجة ان «الرطل يطيح الكيلو»؟ وهل أن أي كف من كفيها لا تميل الا مع الكفوف المملوءة أغلالا أو ما لا؟ وهل ان ابرة هذه البسكولة حقا يا أهل الحقوق لم تكن تصلح الا لخياطة أكفان القضايا الكبرى عند الاكابر؟ سيدي الرئيس حضرات المستشارين بناء على ما أكنه لكم جميعا من احترام وتقدير ومن أمل فياض فيكم أطلب من عدالتكم الموقرة تخفيف الأحكام المسبقة التي تصدرونها عليكم «منكم فيكم شاهد الله عليكم». رفعت الجلسة