لم ترتق الخدمات التي تقدمها محلات اصلاح الهاتف الجوال والحواسيب وغيرها من وسائل الاتصال الى المستوى الذي يطلبه الحرفاء فهل تكفي دورات تكوين بسيطة وقصيرة الأجل لجعل الحريف في مأمن من المفاجآت غير السارة اذا ما أجبر على اصلاح «بورطابل» أو حاسوب أو غيرهما؟ ويبدو ان ارتفاع عدد الهواتف الجوالة والحواسيب لم توازه نقلة نوعية في خدمات الاصلاح والصيانة اذ يشكو الحرفاء من عدم مواكبة بعض أصحاب محلات اصلاح هذه التقنيات الحديثة للتطورات التي تحصل بنسق سريع وفي بعض الاحيان يكون العطب بسيطا لكن جهل الأعوان بالتقنيات الحديثة يجعله يلحق بها أعطابا أخرى. كما أن بعض أصحاب محلات اصلاح وسائل الاتصال اكتفوا ببعض الدورات التكوينية النظرية دون ان يحرصوا على تدعيمها بالتجربة. قلة تجربتهم تجعلهم غير قادرين على تقديم خدمات اصلاح ترتقي لطلبات الحرفاء كما يتذمر الحرفاء من تعمد بعض العاملين في مجال اصلاح التقنيات الحديثة الى سرقة بعض قطع غيار أصلية للهاتف الجوال أو الحاسوب أو ان يقدموا على استبدالها وتغييرها بقطع أخرى مقلدة وهو ما يخلق مناخا من التوتر بين الطرفين ويؤسس لعلاقة مبنية على انعدام الثقة والشك. كما أظهر الحرفاء الكثير من الاستياء بسبب مبالغة أصحاب محلات الاصلاح في فرض تسعيرات وفواتير ضخمة فيكون ثمن الخدمة في بعض الاحيان أغلى من ثمنه الأصلي داخل المغازة أو في الفاضاءات التجارية. كما يشتكي البعض من الحرفاء داخل تونس من سوء الخدمة بعد شراء الاجهزة التقنية وسوء المعاملة وأقر البعض أنه رغم الوعود التي يقدمها أصحاب المحلات بتوفر الخدمة والضمان فإن خدمة ما بعد البيع غير موجودة على مستوى الواقع وهي لا تعترف بها أصلا لتكون المعاملات التجارية بذلك تفتقر لحماية المستهلك من الغش. لكن رغم هذه التهم لرداءة خدمات محلات اصلاح «البورطابل» والحاسوب فإن الحرفاء بدورهم يتحملون قسطا من المسؤولية لمبالاتهم وعدم حرصهم على استعادة حقهم والتشبث بخدمات متطورة وتكمن المشكلة الأخرى في أن الحرفاء أصبحوا مجرد متلقين لهذه التقنيات يجهلون طرق الصيانة ويتعاملون مع الوسائل الاتصالية بنوع من الريبة والخوف.