أصبحنا نتعامل مع مراكز اصلاح «البورطابل» بمقدار كبير من الحيطة والشك ولم لا الخوف الشك في قدرة تلك الأيادي على اصلاحه والخوف من مصير هاتف جوال دفعنا فيه الكثير من الأموال من أجل امتلاكه. يتذمّر الكثير من التونسيين من الخدمات الرديئة التي تقدمها مراكز اصلاح أجهزة الهاتف الجوال التي انتشرت وتكاثرت بصفة ملفتة للانتباه، السيدة (م) تقسم أنها تابت عن حمل هاتفها الذي دفعت فيه أموالا كثيرة الى مثل هذه المراكز وتقول: «تعطب هاتفي وحملته الى احد محلات الاصلاح لكن يبدو ان صاحب المحل أعجب باحدى القطع الفريدة فيه فاستولى عليها وعندما أرجع لي الجهاز حاول اقناعي بأنه من المستحيل اصلاحه واضافة الى محاولات الاستيلاء والسرقة هذه التي يمارسها بعض أصحاب محلات اصلاح البورطابل فان عدم كفاءتهم المهنية وجشعهم المبالغ فيه يدفعهم الى استنزاف أموال الحرفاء دون تقديم الخدمة المطلوب تقديمها يقول مراد: «اهتزت صورة اصحاب مراكز الاصلاح عندي لانهم احقاقا للحق لا يراعون ضميرهم المهني همهم الوحيد تجميع الأموال... في كثير من الاحيان عطب بسيط لا يكلف اصلاحه اكثر من 3 دنانير لكن ان صاحب المحل يطلب ثمن اصلاحه 40د. لا يعقل مثل هذه التصرفات التي تستدعي في نظري رقابة أكثر لمثل هذا القطاع من الخدمات». الاسوأ من اهتزاز صورة صاحب محل اصلاح البورطابل والتي عبر عنها مراد، أن تتحول هذه الصورة الى مقياس بها يحكم البعض ويعمم هذا الحكم على باقي القطاعات، يقول السيد توفيق: «تكلفة الخدمة باهظة وقاسية وموجعة الامر من هذا أنها تصل في بعض الاحيان الى 140د لتفوق بذلك ثمن جهاز آخر جديد. الامرّ من كل هذا ان عملية الاصلاح لا تتم بالشكل المطلوب وما يجعلني أفقد ثقتي في أناس يحاولون استنزاف اموال الحريف التونسي مستغلين في ذلك حاجته الملحة لمثل هذه الوسيلة من الاتصال»، ويشبه هنا السيد توفيق محاولة استغلال اصحاب مراكز الاصلاح لحاجة الحريف للبورطابل بمحاولة استغلال الزوجة لزوجها والضغط عليه من أجل شراء علوش العيد لينتهي الى الاقرار بأنه فقد الثقة لا في مراكز اصلاح البورطابل فحسب وانما في اصحاب محلات اصلاح التلفاز وأصحاب ورشات اصلاح السيارات وغيرهم. **الجهل مصيبة وبين هذا وذاك يقر السيد فتحي وهو أستاذ في مادة الاعلامية ان اللوم لا ينصبّ على أصحاب مراكز اصلاح البورطابل وحدهم وانما ينصت ايضا على الحريف يقول: «جهل الحريف التونسي على ما أعتقد وافتقاره وعدم إلمامه بثقافة تكنولوجية ان صح التعبير هو سبب تلاعب البعض لانه لو كان يملك معرفة ولو محدودة بدواليب هذه التقنية لما أتاح فرصة لصاحب المحل كي يغشه او يستغله في أمور بسيطة في بعض الاحيان. الى هذا اعتقد انه من المفروض على أصحاب هذه المراكز توفير ضمانات للحريف قبل أي عملية اصلاح. معز يدعو بدوره الى العمل مع هؤلاء بمبدأ «الاقربون أولى بالمعروف» بمعنى لا يجب حمل البورطابل المعطب الا لمن يعرفه مسبقا ولمن يثق فيه. الى ذلك يؤكد على ضرورة تكثيف الرقابة على هذه المحلات والحدّ من تكاثرها ووضع كراس شروط يضبط مقاييسه وتضمن مصلحة الحريف.