تتحوّل واجهات محلات بيع الهاتف الجوال (بورطابل) إلى معرض جذاب بما تحتويه من أرقى أشكال الأجهزة فمن جهاز (m.y.sc-6) إلى جهاز سوني ايركسن إلى ابتكارات تكنولوجية أخرى تتوالد في لمح البصر.. لكن ماذا لو تعرضت مثل هذه الأجهزة لخلل أو عطب ما؟ هل أن أصحاب محات إصلاح أجهزة البورطابل مواكبين لمثل هذه التطورات أم أن عملهم يقتصر على بعض الأصناف القديمة؟ صيح أن بعض محلات البيع تقدم ضمانات للحريف في صورة تعرّض الجهاز للعطب لكن لا ننسى أن بعض الحرفاء يحصلون على مبتغاهم من أرقى أجهزة البورطابل من عدّة نقاط بيع أخرى قد لا توفّر مثل هذه الضمانات. وسواء توفرت الضمانات أم لم تتوفر فما يهمنا هو رصد مدى قدرة أصحاب محلات الإصلاح على التكيف مع التحولات. يقول شاذلي وهو شاب تونسي صاحب محل بالعاصمة: «أمام سرعة التحولات والتطورات التي تمسّ صناعة أجهزة البورطابل نجد مشكلة في إصلاح بعضها إذ تفتقر محلاتنا إلى آلات إصلاح حديثة وإلى بعض قطع الغيار التي سرعان ما تتغير وفي الحقيقة فإن المشكل الأساسي هو قلّة الامكانيات التي تجعل الواحد منّا عاجزا عن توفير مواد أولية ضرورية للخدمات التي نقدمها. جاهزون لأية نوعية وعلى خلاف الشاذلي فإن حسن الفرشيشي وهو أيضا صاحب محل لاصلاح الهاتف الجوال بيّن أنه ليس في معزل عمّا يحدث: «ان تكويني كفني سام في الالكترونيك إضافة إلى تربصات قمت بها باحدى الشركات توفر لي الكفاءة في مهنتي.. ومهما اختلفت خاصيات كل «بورطابل» ومهما بلغت درجة تطوره فنحن كفريق كامل يعمل بهذا المحلّ مواكبون لكلّ تقنية جديدة تبرز، بأن نسعى إلى الحصول على وثائق هي عبارة عن خارطة تعطيك ميزة كل تقنية جديدة وانطلاقا من هذه المعطيات يمكن أن نحدّد مصدر العطب». ويؤكد حسن أن مواكبته هذه تجعله قادرا على إصلاح كلّ الأجهزة موضحا انه على الرغم من هذه المواكبة فإن العديد من حرفاء هذه الأجهزة المتطورة، يبدون بعض التخوّف وهو تخوّف في محلّه نظرا لقيمة الأجهزة التي يمتلكونها ونظرا أيضا لأن بعض أصحاب محلات الإصلاح يتطفّلون على المهنة. نوفل وهو صاحب محل لإصلاح أجهزة البورطال أكد أن الشهائد في هذا المجال ليست دليلا على كفاءة صاحبها «فما يهم في مهنتنا هذه الممارسة والتطبيق والتي وحدها تمكنك من اكتساب «الصنعة» ثم إن قدرة الواحد منّا على إصلاح هذا الجهاز أو ذاك يرتبط بمدى توفر المادة الخام، فقطع غيار «الآلكاتال» مثلا غير متوفرة بكثرة بالسوق وكذلك «البوش» ومثل هذه الأصناف أرفض إصلاحها كما لا أقبل إصلاح إلا ما أنا قادر على إصلاحه دون أن أدفع بنفسي في متاهات مع الحريف». رغم كلّ ذلك ينظر العديد منا إلى محلات إصلاح «البورطابل» بقليل من الاطمئنان وبكثير من الاحتراز والسبب دائما بعض المتطفلين الذين يتحولون في لمح البصر إلى علماء أذكياء جدا.