تزعم بعض مراكز التكوين أنها تضمن تكوينا سريعا في تصليح الهاتف الجوال ففي ظرف شهر واحد بإمكان أي كان أن يتحول إلى «صلاّح» فأي قدرة عجيبة تختزنها هذه المراكز؟ وما رأي أصحاب محلات تصليح البورطابل في الأمر؟ يرى أصحاب مراكز إصلاح أجهزة الهاتف النقال أن أصحاب معاهد التكوين السريع ابتدعوا حيلا جديدة للضحك على ذقون بعض الباحثين عن العمل ولتجميع الأموال شعارهم مهن جديدة أو مهن المستقبل فالسيد علي والي (صاحب محل تصليح) يقول: «أعتقد أن هذا التكوين السريع غير مُجد ولا يعدو أن يكون إلا أسلوب تحيل غايته الكسب السريع» تركنا السيد علي في سخريته واتجهنا إلى أحد أصحاب محلات الإصلاح الأخرى فقد بدت الفكرة معجزة بالنسبة لشاكر إذ يقول: «لا أعتقد أن أي كان يصدّق هذه الفكرة لأن أقصر تكوين يتطلب على الأقل 3 أشهر بين النظري والتطبيقي وما تقترحه بعض المعاهد ليس إلا مجرّد تكوين في بدائيات محدودة (Carte mère.. Batterie...) من المستحيل أن تجعله يتقن إصلاح «البورطابل» أكثر من سنتين في هذا القطاع من الخدمات جعلت السيد محمد علي يتحدث بكل ثقة في هذه الظاهرة يقول: «شغّلت معي الكثير من الشبان المتحصلين على ديبلوم من معاهد التكوين السريع وللأسف كلهم كانوا تائهين لأن قطاع الالكترونيك بحر واسع ودقيق ولا يمكن الإلمام به في ظرف شهر أو شهرين بل يتطلب على الأقل عامين دون اعتبار التربصات والتجربة وأكاد أجزم أن بعض الأساتذة المشرفين على هذا التكوين السريع غير متمكنين وأساليبهم غير مجدية». **ظاهرة تجارية السيد سمير الورتاني صاحب محل قضى في قطاع خدمات الالكترونيك أكثر من خمس سنوات ومتحصّل على الجائزة الوطنية للإعلامية قلّل بدوره من نجاعة التكوين السريع بل اعتبره ظاهرة تجارية يقول: «أعتبر هذا الأسلوب من التكوين مجرّد تجارة فكل المتحصلين على ديبلوم في هذا المجال لم يتم تكوينهم على أسس علمية صحيحة إضافة إلى أن تحديد العطب أصبح يعتمد الآن 60 منها على منظومات إعلامية (اللوجسيال) و30 منها تبقى قطع غيار نقوم باستيرادها وجلبها من بلدان خارجية. وأنا أحتار لماذا لم يبادر مركز قطاع الاتصالات ببعث فرع خاص للمنظومات الإعلامية للبورطابل على اعتبار أن «G.S.M.» منظومة إعلامية؟ إجمالا أعتبر أن هذا التكوين السريع في حاجة ماسة للمراجعة خاصة وأنه يمس مهنا جديدة وقطاعا من الخدمات قابلة التصدير وأبسط الشروط سنتين بعد الباكالوريا. **رأي أصحاب المعاهد لئن رفض البعض من أصحاب المعاهد التي تضمن التكوين السريع في إصلاح البورطابل وغيرها من المهن الأخرى الحديث في هذا الموضوع فإن البعض الآخر لم يمانع في الرد على «اتهامات» أصحاب مراكز الإصلاح فقد بيّن السيد صالح الفرشيشي (مدير إداري لأحد معاهد التكوين) أن القصد من هذا التكوين السريع هو وضع الشاب على «السكّة» ليس إلاّ لإنقاذه من شبح البطالة يقول: «التكوين في هذه المهن الصغرى يتم على أسس علمية صحيحة فالشاب بإمكانه الاستفادة والإلمام بمكونات الهاتف النقال وكيفية اشتغاله. لكن لا يعني ذلك أن المتخرّج أو المتكوّن بإمكانه فتح محلّ مباشرة بعد إتمام مدّة التكوين. لهذا نحن غالبا ما ننصحهم بعدم الاكتفاء بالتكوين وننصحهم بالقيام بتربصات لأن التجربة في هذا القطاع من الخدمات أمر لا مفرّ منه باختصار لا نعدّ شاب متمكن 100 في تصليح البورطابل وإنما ما تعطيه إياه هذه المعاهد لا يتعدى حدود 60 والباقي يكتسبه عبر التجربة. أما فيما يتعلّق بكفاءة الإطارات فهو أمر لا يمكن التشكيك أو الطعن فيه فشهائدهم وتجربتهم العميقة في مختلف الاختصاصات التي يدرسون فيها أكبر دليل على ذلك. إن المراهنة على خلق مهن جديدة لانتشال العديدين من شبح البطالة هدف يبدو نبيل في ظاهره لكن وجب إعادة النظر في بعض الأمور (ما بعد التكوين مثلا) ذلك أن الحلول السهلة قد تعود بالضرر على مستقبل ومصائر بعض شبابنا.