«أعطيتموني درسا في الأخلاق، والاحترام الذي وجدته الليلة لم أجده في أي مكان» هكذا خاطب الفنان فوزي بن قمرة الجمهور الحاضر في حفله مساء الثلاثاء الماضي بمسرح الهواء الطلق بسوسة. أناشيد برتبة ارساليات تتجاوز الجسد لتسكن الروح تنوعت فيها الايقاعات من شرقية، افريقية، لاتينية الى هندية بتوازيع حملت في أداء نصوصها منها الحديثة والتراثية بصمة صوت فوزي بن قمرة بعد ان طبعها في الفن الشعبي الذي ندم على خوضه بشهادة منه من خلال تصريح خص به «الشروق» بعد العرض. طرب، متعة وانتشاء الجمهور الذي لم يحضر هذا العرض أكيد سيبقى ينتظر فرصة أخرى تتاح لبن قمرة للتواجد بسوسة لأنه أضاع ليس حفلا بقدر ما هي لحظات برتبة تجليات تجمع بين الطرب والمتعة حد الانتشاء تحيل على المناجاة في خشوع وهيبة ميّزت الجماهير الحاضرة والتي أبهرت فوزي بتفاعلاتها تلك خاصة من حيث دقة الانصات وتركيزها مع مختلف اناشيده، ومما زادهم خشوعا الابتهالات التي حرص بن قمرة على القائها في آخر العرض متوجها الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء للحاضرين ولجميع المسلمين مما أضفى عمقا على العرض ككل وتأثرا للحاضرين في سهرة هي الثانية من حيث تناغمها مع «ليالي رمضان» بعد سهرة أحمد جلمام وانسجامها مع الاجواء الرمضانية عموما بعيدا عن الصخب والفوضى الموسيقية رغم بعض الألحان الايقاعية التي قد تحيد ببعض الاناشيد عن روحها والتي أدرجها بن قمرة في اطار ما أسماه بالتوزيع العصري. هل هو احتكار من نوع خاص؟! نقطة استفهام خلفها حضور متعهد الحفلات الذي كان موجودا في سوسة للمرة الثالثة على التوالي صحبة ألفة بن رمضان ومحمد الجبالي وتواجدت ايضا مع فوزي بن قمرة وفي نفس التظاهرة، في وقت نجد فنانين يجتهدون بصفة فردية واجتهادهم لا يوازيه حظ كبير من العروض وفي المقابل نجد متعهدين لا ينالون من العروض الا الفراغ أحيانا مما يستوجب فتح ملف متعهدي الحفلات حماية أولا وأخيرا لا للفنان المبدع فحسب بل للفن في حد ذاته ومنه للذائقة العامة ضمن استراتيجية متكاملة تمس مختلف العاملين في القطاع الموسيقي.