لوتشيكا تودور، هي اصيلة رومانيا وقد اختيرت عام 2004 من قبل الكنيسة الارثودوكسية، ملكة شرفية على شعوب الروم او الغجر المنتشرين في أوروبا. ثم تم تتويجها مؤخرا إمبراطورة على شعوب الغجر في العالم سنة 2011 وتمت مراسم التتويج في تونس. في بادرة إنسانية بمناسبة عيد الفطر وقصد مشاركة بعض العائلات التونسية فرحتها بالعيد ومساعدتها، حلت «لوتشيكا تودو» امبراطورة الغجر برومانيا ضيفة على مدينة القيروان يوم العيد. وقامت بزيارة عدد من العائلات المعوزة وذات الاحتياجات الخصوصية وقدمت لها هدايا بمناسبة العيد. كما عبرت الامبراطورة عن نيتها الاستثمار في تونس مبدية اعجابها وتقديرها للشعب التونسي. وبعيدا عن جوانب السياسة والدين تسعى امبراطورة الغجر الى القيام باعمال انسانية من اجل مساعدة الاسر الضعيفة والاطفال والمسنين في كافة انحاء العالم حسب قولها. وقالت انها قدمت معونات وهدايا كثيرة لشعوب الغجر. وتريد ان تتجول في أنحاء العالم وان تنشر البسمة حسب مستطاعها مؤكدة انها لا تتلقى اية مساعدات من احد وانها لا توظف هدايا لاية اغراض. مشيرة الى وجود تسامح وتقارب ديني وقيمي بين الشعب التونسي المسلم وشعب الغجر الارثودوكسي. ولوتشيكا هي فنانة في مجال السينما، تعرضت الى حادث مرور قبل سنوات جعلها تشعر بالحرمان وبمعاناة العائلات ذات الاحتياجات الخصوصية وتتعاطف معهم فضلا عن كونها عاشت طفولة فقيرة حسب تأكيدها. وقد مكنها حصولها على تعويض مالي نتيجة الحادث، من مساعدة بعض العائلات. الامبراطورة تمت دعوتها من قبل الشاعرين سندس بكار وحمادي البقلوطي، وهما أصيلي القيروان وتم التنسيق مع جمعية الصحفيين بالقيروان في اختيار العائلات التي ستقوم بزيارتنا نظرا لالتصاق الصحفيين بهموم تلك العائلات واطلاعهم على اوضاعهم من خلال نقل معاناتهم في مناسبات سابقة قبل الثورة وبعدها. وبينت امبراطورة الغجر انها تريد ان تقدم هدايا الى بعض العائلات بمناسبة عيد الفطر كما تريد الاستثمار في تونس مبدية إعجابها بالثورة التونسية والمبادء التي قامت من اجلها كما وصفت الشعب بالتونسي بالشجاع مثمنة الاحترام والاستقبال الذي حظيت به من قبل التونسيين. هدايا للأطفال وبالتنسيق مع جمعية الصحفيين ادت الضيفة، زيارة الى بعض العائلات. الزيارة الاولى كانت الى عائلة تتكون من والدة مسنة ومقعدة وابنين معوقين احدهما عمره 50 عاما لا يقوى على الأكل وهو كفيف ومقعد. وفتاة معوقة 30 عاما تشكو من مرض نفسي. كما تمر العائلة بصعوبات اجتماعية وظروف سكن صعبة حيث يتداعى سقف المسكن للسقوط. الوجهة الثانية الى عائلة متضرر من الثورة تعرض الى اصابة برصاص قناص. والعائلة ايضا لها ثلاثة ابناء معوقين وفاقدي السند بعد وفاة الوالد. وهي تعيش في ظروف صعبة علاوة على ان الاصابة التي تعرض لها ابنها الشاب( 19 سنة) تهدد باصابة جانبه الايمن بالشلل النصفي لا قدر الله ويحتاج الى عملية جراحية عاجلة وهو ما وعدت الامبراطورة بالتكفل بها. الوجهة الثالثة نحو عائلة وافرة العدد. الوالد فيها مقعد والوالدة مريضة والاطفال لم يجدوا ملابس العيد. بعضهم انقطع عن الدراسة بسبب الظروف الصعبة. منهم طالب في الجامعة لم يوفق في ايجاد شغل ينفق من خلاله على اسرته. ويهدد الانقطاع عن الدراسة بقية الأطفال. لتكون الوجهة الرابعة نحو طفل معوق. هو من اطفال القمر يعيش بعيدا عن اشعة الشمس وبعيدا عن نور الحياة وسط منزل فقير. هو الطفل المعوق الثاني للعائلة، بقي يصارع من أجل البقاء بعد وفاة شقيقه. ووالداه يشقيان من اجل توفير ما يلزمه من غذاء مخصوص وأدوية دون رعاية من المسؤولين. في غفلة هذه العائلات تحتاج بلا شك الى عناية من الجهات المعنية. وقد سبق ونشرها في جريدة «الشروق». وقد بادرت الامبراطورة اثناء زيارتها للاطفال الى تقديم بعض الهدايا العينية (المعايدة) للأطفال بمناسبة عيد الفرحة. وقد تم استقبالها وشكرها وأدخلت البهجة على قلوب العائلات التي تنتظر من المسؤولين زيارة مماثلة بمناسبة العيد وبغير مناسبة. وهنا نتساءل عن دور الجمعيات والمنظمات والسلط الجهوية وكيف تغفل الانتباه الى هذه العائلات وتتمسك بالكراسي والمكاتب المكيفة حيث لا فرق بينها وبين مسؤولي النظام السابق فلا مسؤول يزور الاحياء الهامشية ولا مسؤول يتفقد احوال الناس ولا مسؤول يمشي في الأسواق ولا مسؤول يأكل مع الناس ولا يطلع على حالهم كأنهم ملوك في بروجهم العاجية. إمبراطورة الغجر أكدت في لقاء مع أعضاء جمعية الصحفيين بالقيروان انها ستقوم بمشاريع استثمارية في تونس وانها بصدد دراسة مجالات الاستثمار.