تعادل منتخبنا الوطني مع المالاوي كان بمثابة الهزيمة المذلة... وقد تكون خسارة جيل كامل من اللاعبين عبأنا جيوبهم بالمال فخيبوا الآمال وساروا بالمنتخب الى أسوإ حال... ليصح السؤال: هل حان الوقت لنكنس الفاشلين ونبحث عن غيرهم من الجائعين لخدمة النجمة والهلال..؟السؤال منبثق من شقوق الألم في جسد الجمهور التونسي الذي عوّل على «الثورة» لتفعل فعلها في الأرجل والعقول مثلما حدث مع بقية الرياضات التي خرجت من تحت أنقاض اليأس والحرمان لتضرب في أرض الله وفي كل مكان وتجلب لتونس نتائج ما نزّل الله بها من سلطان.. لكن مرة أخرى تسقط أحلامنا بالضربة القاضية ولا نرتوي من عين الفرح رغم اقترابنا الكبير منها وكأنه مكتوب علينا ان نعيش الصدمة تلو الأخرى مع هذا المنتخب الكروي الذي لو قطعناه الى أجزاء وأعدنا لمّه وتجميعه لما تحصلنا على لاعبين او ثلاثة «ينوّروا الوجه» وهذا سبب أول للفشل..السبب الثاني بعيدا عن الادعاء في العلم معرفة يتعلق بأخطاء قاتلة للمدرب الوطني سامي الطرابلسي الذي انتظر «إضافة» على تكتيكه من لاعبيه لا يملكونها اصلا... وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه وكما قيل قديما «شوية من الحنّاء وشوية من رطابة اليدين» وبالتالي لا جدال في أن تكتيك سامي الطرابلسي كان فاسدا مساء السبت وما عليه الا الاعتراف بذلك كما عليه ان «يكرم لحيتو بيدو» بالانسحاب قبل فاتورة الحساب... وذلك قانون اللعبة.نصل الآن الى مسؤولية الجامعة التي لو حسبتم عدد الذين تحوّلوا منها مع المنتخب لتأكدتم ان «الإسهال» أصاب الجميع قبل امتطاء الطائرة الخاصة... فمسؤولو الجامعة كانوا يدركون قبل رحلة المالاوي ان الأمر يتعلق بآخر امتحان وأن هذا المكتب سيكرم أو يهان خاصة مع تزامن المباراة مع قرار إيقاف الانتدابات بما يجعل الأندية «تنتظرهم في الدورة»... فالمكتب الجامعي كان يعلم انه لو عاد المنتخب مظفرا بورقة العبور كان سيتكلّم مع مسؤولي الاندية بصوت عال وربما يلاعبهم ويضغط عليهم بورقة التمديد في الانتدابات من أجل إبقائه في كرسي الحُكم... لكن مرة أخرى تفسد الحسابات وتسقط هذه الاحتمالات بالضربة القاضية.الجامعة ومن ورائها وزارة الإشراف وفرت كل شيء لهذا المنتخب لينجح... بل وتباهت بذلك على مرأى ومسمع من الجميع حتى أن أحدهم تكلم عن «المنحة الملكية» قبل نزول اللاعبين الى أرضية الميدان وهي صورة مصغرة عن العقلية الساكنة في صلب الجامعة... طالما هي تتعامل مع عالم الاحتراف بعقلية هاوية... حملتنا مرة أخرى الى الهاوية... ليبقى السؤال طائرا على جناحي الأمل والألم هل نقول للذين فشلوا «Dégage» أم نمنحهم فرصة أخرى... للعبث بكرتنا.؟