عمد العشرات من أهالي منطقة «المطلق» التابعة لمعتمدية الرقاب مؤخرا الى اغلاق الطريق الرابطة بين الرقاب وسيدي بوزيد من اجل المطالبة بضرورة تزويدهم بالماء الصالح للشرب. «الشروق» كانت حاضرة بتلك المنطقة و رصدت انطباعات و تشكيات الأهالي حيث أفادنا جل من حاورناهم إلى أنهم و بعد الثورة قاموا بوقفة احتجاجية حضارية رفعوا من خلالها العديد من اليافطات طالبوا من خلالها بضرورة تزويد منطقتهم بالماء و قد بينوا أن وعودا جاءتهم من جهات رسمية تتمثل في أن إجراءات حفر بئر عميقة بالجهة ستنطلق في غضون شهر جوان 2011. وقد أمدونا بمراسلة صادرة عن وزارة الفلاحة و البيئة وردت عليهم عن طريق معتمد الرقاب بداية شهر جوان الفارط تعلمهم من خلالها المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد انها قد باشرت دراسة تزويد منطقة القلتة المالحة بالماء الصالح للشراب منذ سنة 2008 عن طريق البئر العميقة المتواجدة ببودينار حيث بينت الدراسة آنذاك ان الموارد المائية بالبئر لا يمكن لها أن تغطي احتياجات المجموعتين (بودينار و القلتة المالحة ) فتم اقتراح استغلال مأخذ مائي من القنوات المتواجدة بالحنية او الرقاب التابعة للشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه ، الا ان هذه الاخيرة قد اجابت بما يفيد ان القنوات لا يمكن لها تحمل الطمية المطلوبة مما سيخل باستمرارية تزويد الرقاب و منطقة الحنية بالماء الصالح للشراب. حينها قررت المندوبية ايقاف دراسة المشروع في انتظار ايجاد حل مناسب. و بناء على ذلك ، تم برمجة حفر بئر عميقة بالقلتة المالحة لسنة 2011 و التي ستنطلق إجراءات إعلان طلب العروض في غضون شهر جوان 2011 حيث سيقع فتح ملف الدراسة من جديد و الآن طلب عروض انجاز المشروع. لكن و بعد مرور كل هذا الوقت و لم تنطلق تلك الإجراءات عاد الأهالي مجددا للمطالبة بهذا المرفق الهام و الحيوي و قد عبروا لنا عن استيائهم من سياسة المماطلة و التسويف المعتمدة من قبل المسؤولين و السلطة بالجهة لدى محاولتهم الاتصال بهم مجددا و أمام غياب أي معطى و أية معلومة جديدة حول جدية الجهات المعنية و المختصة في برمجة هذا المشروع فقد تجمع الأهالي مجددا و قاموا بقطع الطريق الرابطة بين الرقاب و سيدي بوزيد على مستوى جبل المطلق مطالبين بضرورة قدوم والي الجهة و توضيح تلك المسألة بكل شفافية . و قد اصطفت العديد من وسائل النقل العابرة للطريق من الجهتين في طقس حار و فيما خير البعض منهم العودة إدراجه بحثا عن مسالك أخرى توصله إلى مقصده ظل الآخرون مرابطون في انتظار أن يمنحهم المحتجون الضوء الأخضر للعبور و المرور.