استضاف «صالون الكتاب» بالمركب الثقافي بسوسة مساء الجمعة الدكتور محمود طرشونة لتقديم أطروحته «الهامشيون في المقامات العربية وقصص الشطار الإسبانية» والتي عربها بعد قرابة الثلاثين سنة حيث أول ما كتبها باللغة الفرنسية. استهلت اللقاء الشاعرة راضية الشهايبي بتقديم السيرة الذاتية للدكتور طرشونة الزاخرة قصصا وروايات ودراسات نقدية وتكوينا وتأطيرا وغيرها من الأنشطة الأدبية والتعليمية آخرها نيابة رئيس جمعية الأدب المقارن وهي التي رأت النور مؤخرا بعد تعطيلها في العهد البائد، فيما تولى الاستاذ والأديب عبد المجيد يوسف تقديم هذه الأطروحة واصفا إياها بالقيمة علميا وأدبيا مبرزا مظاهر ذلك شكلا ومضمونا. الأديب ليس معزولا بعد أن أطر الدكتور طرشونة أطروحته عرج بصفة معمقة على مظاهر نضاله النقابي مقرا أنه كان من المؤسسين لنقابة التعليم العالي ومن الذين نادوا بفصلها عن العمل الحزبي وذلك في شخص الحبيب عاشور الذي كان عضوا في الديوان السياسي في تلك الفترة مضيفا «وقد كنا نتهم بتحريض الطلبة فنلت من القمع والقنابل المسيلة للدموع الكثير وعندما التقيت صحبة توفيق بكار بعد الثورة بالبعض ممن كانوا طلبتنا وذلك أمام دار التجمع وخلال أحداث القصبة 1 و 2 قالوا لنا ها أنكم تجنون بذور ما زرعتم فأجبناهم بل انتم قد تقدمتم علينا بأشواط فنحن كنا ننظر لا غير» وأكد الدكتور أن بنية النصوص يحددها الظرف الاجتماعي والاقتصادي فهي ليست بمعزل عن ذلك واعتبر أن الإلتزام بمنهج واحد للنص مخلا بذلك المنهج مؤكدا اعتماده على منهج تكاملي. لماذا «الهامشيون» وليس«المهمشون»؟ هذا سؤال من جملة الأسئلة التي كان يطرحها محمود طرشونة على نفسه خلال مداخلته وفي نفس الوقت يجيب عنها حيث أرجع سبب استعماله كلمة «الهامشيون» في أطروحته عوض «المهمشون» إلى «اعتبار أن «المهمش هو اسم مفعول أي وقع تهميشه في المقابل أن الهامشي هو الذي اختار أن يكون هامش الحياة بدافع موقف فكري من المجتمع لأن جلّ الهامشيون وربما كلهم مثقفون مثل أبو الفتح الإسكندري وأبو زيد الساروجي وغيرهم وكذلك هناك العديد من الأسماء الغربية ويتميز الهامشيون بنبذ العنف والسرقة ويكسبون قوتهم بالحيلة والتحيل الفكري ليسترد من الآخر ما يعتبرونه حقوقهم معتبرين أن المجتمع يتكون من ذئاب لذلك يريدون أن يكون بدورهم ذئابا تعوي أقوى منهم» لقطة غير عابرة!!! بينما كان الدكتور محمد طرشونة بصدد اجراء حوار مع «الشروق» قاطعنا مدير هذا الصالون الأديب عبد المجيد يوسف لدعوة الدكتور للإمضاء على تسلم وصل مالي مقابل حضوره لكنه (طرشونة) استنكر ذلك رافضا تسلم أموال قائلا : «أنا لم أفعل شيئا أتقاضى مقابله مالا بالعكس لقد مكنتموني من التعريف بأطروحتي أترك المال لكم» ولكن ما راعه إلا وتقدم منه حارس المركب الثقافي مسلما إياه صكا ماليا قائلا له «الصك باسمك» فأخذه الدكتور مؤكدا أنه سيرجع لصبه في حساب منشطي الصالون وهما عبد المجيد يوسف وراضية الشهايبي والتي أكدت هذه الأخيرة أنها متطوعة فيما أقرت أن الاستاذ عبد المجيد يوسف مدير الصالون هو الذي عادة يتقاضى مبلغا ماليا في كل لقاء نذير تعبه على حدّ تعبيرها!!! وبقطع النظر حول وجاهة مسألة الأموال في مثل هذه اللقاءات فإن اعطاء حارس دار الثقافة مسؤولية التعامل المالي مع الضيوف والخاصة الأسماء المعروفة يعتبر تدخلا في خصوصيات هؤلاء ويشكل حرجا لهم إضافة أن هذه المهمة ليست من مشمولات حارس دار الثقافة مع احترامنا لنبل مهنته مما يجعل حضور مدير المركب الثقافي متأكدا لا للمعاملات المالية فحسب بل لمتابعة سير النشاط حتى يمكن تقييمه بعيدا عن التقارير الخشبية والمعاملات الأخرى التي قد توصف بالإهانات لأسماء جاءت لتكرم لا لتقزم! الحضور إلى أين؟! في نفس توقيت هذا اللقاء الأدبي برمجت الغرفة الفتية الاقتصادية بجوهرة عرضا في السينما الثلاثية الأبعاد بنفس المكان وهو المركب الثقافي بسوسة مما خلف نقاط استفهام واستعجاب حول الكمّ الكثيف من مختلف الأعمار المتوجه لهذا الموعد السينمائي والنزر القليل من الحضور في هذا اللقاء الفكري الذي بدأ بخمسة عشر شخص وانتهى بستة أشخاص!! مما يفرض على القائمين على هذا الصالون أن يتخلوا على ثقافة دعوة الأصدقاء والزملاء من الأكادميين والتوجه إلى القاعدة العريضة خاصة من التلاميذ والطلبة ضمانا لمكانة الإسم المستضيف وأيضا لتواصل مثل هذه اللقاءات التي لا تنمو إلا بتربية جيل متعلم من أجل التثقف وليس متثقفا من أجل التعليم وتجنبا لتسجيل نشاط من أجل التسجيل.