صالون ن«ناس ديكامرون» صالون ثقافي ولد بداية الصيف 2011 في دار الثقافة ابن رشيق، منتدى يشرف على فعالياته الناقد والروائي كمال الرياحي الذي ابدع مؤخرا رواية «الغوريلا» ونشرت في بيروت. كمال الرياحي حاصل شهادة الدراسات المعمقة في الادب العربي وقف في وجه الاستبداد يهتم الصالون بالأدب العالمي والرواية بالخصوص كل يوم جمعة ساعة العصر تناول الصالون بالنقاش ساراماقو وميلّر وبسيسو ومحمد شكري. الليلة في مقهى الطابق الاول بنزل الكيوبس المغمورة أ سواره بمياه المتوسط انعقد المجلس ناظرا الى الكاتب محمود المسعدي كاتبا تونسيا لا مثيل له. الصالون اختار لهذا اللقاء عنوانا استثنائيا: ؟ عن ماذا؟ وكيف؟ الطريف في الحوار انه تلقائي وحرّ ولا يتقيد بلسان، تتدخل باللغة العربية الفيصحة او الدارجة أو بلسان فرنسي او عبري ليس مهما. تدخل كل الحضور من باحثين شبان ومبدعين وهواة للأدب والفكر ومفتونين بالمسعدي الحوار اتسم بالامتاع والمؤانسة وسادته النكتة واللعب والمجون واللهو وهي عوامل تقطع مع الصرامة المفتعلة والضوابط القاهرة والمدرسية المسطحة للمواقف والافكار. كيف كان المسعدي كاتبا منشقا؟ 1 جنس الكتابة: اثارت كتابة المسعدي إشكالا أجناسيا حير النقاد في تصنيف ابداعاته (السد حدث أبو هريرة قال...) حيث اختصم النقاد بين تصنيفها مسرحيا تاو روايات. 2 اللغة: شكلت عاملا رئيسا من عوامل الانشقاق في تاريخ الكتابة التونسية والعربية على حد سواء، لغة ساحرة اذا غابت عن العمل الروائي، غاب عنه كل شيء: الفن والادب. 3 الادب التونسي: صاحب «تأصيلا لكيان» يرى ان القومية في الادب ضرب من الحمق لان الادب التونسي هو جزء من الادب العربي والكوني لانه ترجمان عن الشرط الانساني في كل حيز، والمسعدي يختزل وظيفة الادب كما يلي: «ليس من الادب ان تقول لتقول بل تقول لتكون». 4 المسعدي كاتب منشق عن الكتّاب العرب اذ زاوج بين المعرفة العميقة للتراث العربي ونهله مباشرة من ينابيع الفكر العربي والانساني، في اثاره رؤى فكرية للوجود الانساني يلفها تيار العبث ويشحنها البعد الرمزي مما عسّر مقروئيته وصنف ادبه في خانة الادب الصفوي النخبوي. 5 المسعدي الكاتب الرديء: ويتجلى ذلك فيما جمعه ونشره الدكتور محمود طرشونة من خواطر وكلام عثر عليه مكتوبا على علب كبريت ولفافات السكر واللحم وعلب الجبن الفارغة، هي فقرات هزيلة، سطحية وتبدو خاوية من المعنى، ألا يعلم المحقق بأن ليس كل ما يخط جدير بالنشر. في مدينة نيابوليس ناقش «محمود ذات ليلة شتائية، سهرناها حتى مطلع الفجر، فطوبى لكمال الرياحي وطوبى للصالون وألف طوبى لندوة «أدب المسعدي في عيون الباحثين الشبان» التي التأمت في المركز الثقافي نيابوليس بمدينة نابل الجميلة.