في الوقت الذي يتحرك فيه طارق ذياب على أكثر من صعيد مستغلا شبكة علاقاته تحضيرا للانتخابات المرتقبة لجامعة كرة القدم اختار زياد التلمساني وهو أحد المرشحين لرئاسة الجامعة الابتعاد عن الأضواء. زياد ظل الصوت الغائب في زحمة الأحداث التي تفاعلت مع ما يجري داخل الساحة الرياضية وتحديدا داخل جامعة أنور الحداد رغم الضجة التي رافقت تصريحاته سابقا وكأنه اختار الصمت طواعية لغاية في نفس يعقوب... فهل هو الخوف من المجازفة الآن بالاعلان عن قائمته أم هي حسابات خاصة وخشية من منافسة طارق... هل هي ظروفه التي تمنعه من الكلام والادلاء بدلوه أم توجد اختيارات أخرى؟! قرار مدروس رفض زياد التلمساني بكل لطف الادلاء بحوار ل«الشروق» متعللا بأن لا شيء يستدعي في الوقت الراهن الحديث ومؤكدا انه سيتكلم في الوقت المناسب وهو موقف نحترمه لكن هذا لم يمنعنا من البحث في خلفيات هذا الركون الى الصمت والابتعاد عن الأضواء خصوصا وان المعروف عنه قربه من وسائل الاعلام وحضوره الاعلامي المكثف في بلاتوهات التلفزيون وفي مختلف الصحف. بعض الأطراف المقربة جدا من لاعبنا الدولي السابق تؤكد ان قرار الابتعاد عن التصريحات لم يأت من فراغ فهو قرار مدروس في هذا الوقت الذي اختلطت فيه المعايير والقيم وأصبح التراشق بالتهم العملة الرائجة والاساءة الى الناس دون موجب من مظاهر الانفلات «الثوري» الذي تشهده البلاد. استياء وألم لا يخفي التلمساني حسب بعض المقربين الذين تحدثوا ل«الشروق» استياءه الشديد مما يقال معتبرا ان ما يحدث حاليا لا يشجع على اقتحام مغامرة التسيير في الجامعة أو في هيكل آخر فبعض الجهات تسعى الى تلطيخ سمعته بكل الوسائل الممكنة وهو لن يتأخر في الرد متى حان الوقت ليكشف للرأي العام الألاعيب (القذرة) التي تحاك في الدهاليز المظلمة ويعرف الجميع من هو «النظيف» ومن هو غير ذلك. الأطراف المذكورة تؤكد على ان ما أشيع حول زياد في علاقة بإحدى الصفقات العمومية لا يرقى الى نسبة (0.009) من الصحة وبالتالي فما قيل تجن واضح سبب له الكثير من الألم على مدى الفترة الماضية. غموض قد يتساءل البعض لماذا الحديث الآن عن زياد التلمساني والاجابة ببساطة هو أن (معركة) الجامعة التونسية لكرة القدم تكاد تنحصر بين أنور الحداد المصر على البقاء أو الخروج من الباب والعودة من الشباك وبين الامبراطور طارق ذياب الذي كان الأكثر جرأة في اطلاق سهام الانتقادات والاتهامات للأشخاص الذين يرى أنهم (دمروا الكرة التونسية). طارق كسب المعركة الاعلامية وهو الذي نزل الى الشارع رفقة الكثير من المثقفين والفنانين ومازالت معركته الرياضية مستمرة بينما اختفى زياد التلمساني من المشهد مخلفا وراءه الكثير من الغموض ونقاط الاستفهام. الكثيرون يعتقدون ان عديد المواصفات الايجابية تتوفر في زياد التلمساني القادر على قيادة الكرة التونسية ومن بينها المستوى التعليمي ومعرفته الجيدة للكرة العالمية وشبكة علاقاته الواسعة محليا وخارجيا لكن ذلك لا يكفي في نظرنا للاضطلاع بمهمة قيادة أهم هيكل رياضي في تونس فالمطلوب أيضا القدرة على الامساك بزمام المبادرة والتحلي بشجاعة كبيرة والرغبة في مواجهة التحديات وهذه خصال لم يعبر عنها الى حد الآن الا طارق ذياب ومحمد عشاب وبدرجة أقل منجي بحر رغم اتهامه من قبل البعض بأنه من (فلول النظام السابق!)...