الحرب التي اندلعت مؤخرا بليبيا بين الثوار وكتائب القذافي لم تؤد إلى فرار المدنيين فقط بل إلى تهريب العديد من رؤوس الأغنام عبر الحدود التونسية. فما مدى إسهام هذا القطيع في التخفيض في أسعار الأضحية؟ تميز قطيع الماشية الوافدة من ليبيا بارتفاع أعدادها فتضاعفت من حوالي100 ألف رأس غنم في بداية شرارة الثورة الليبية إلى حوالي 300 ألف رأس غنم في بداية شهر ماي المنقضي ليصل عددها إلى أكثر من 400 ألف رأس غنم وقد يتجاوز عدد قطيع الماشية هذه الأعداد بكثير على إعتبار أن البعض منها يقع تهريبها عبر الصحراء ولعل الارتفاع الصاروخي الذي تشهده كل سنة مع حلول عيد الإضحى أسعار سوق الخرفان بسبب عوامل مناخية وغلاء الأعلاف هو الذي دفع العديد من التونسيين خاصة بالجنوب ووسط البلاد وبمناطق الساحل إلى اقتناء هذه الأغنام القادمة من التراب الليبي بأسعار منخفضة إما لتربيتها أو لإستعمالها كأضحية في العيد. ويخشى الفلاح من أن يؤدي إغراق السوق التونسية بقطيع المواشي إلى كثرة العرض وبالتالي إنخفاض الأسعار وسيعود ذلك بالضرر عليه خاصة في ظل ارتفاع تكاليف العلف. ولكن البعض الآخر من الملاحظين يعتبر أنه لا يوجد أي رابط بين كثرة رؤوس الأغنام الوافدة من التراب الليبي وانخفاض أسعار الأضاحي فأغلب هذا القطيع لا يصلح للأضحية من بينها الضأن والبقر والماعز والإبل في حين أن أغلب التونسيين يفضلون الخرفان وللإشارة تعمل مختلف سلط الإشراف والجمعيات البيطرية على مراقبتها وتلقيحها لتفادي تسرب الأمراض المعدية مثل الحمى القلاعية .