تونس الصباح: يقترب موعد عيد الاضحى، ويزداد اقبال التونسيين على مواقع البيع و«الرحابي» لاقتناء اضحية، ولكن هناك اسئلة تطرح في مثل هذه المناسبات من قبل من اين يأتي «علوش العيد»؟ وكيف يصل الى المواطن؟. فقد ابرزت مصادر من وزارة التجارة والصناعات التقليدية ان حاجة التونسيين للاضاحي تقترب من مليون رأس غنم هذه السنة، وتم هذا المسح وبالتعاون مع وزارة الفلاحة وديوان تربية الماشية والتعاضديات الفلاحية والمربين وهو ما يمثل عددا هاما من رؤوس الاغنام يتم توفيرها من عدة جهات. تربية الماشية في تونس يحظى قطاع تربية الاغنام في تونس بأهمية بالغة باعتباره قطاعا استراتيجيا له ابعاد اقتصادية، فهو يوفر قرابة 40% من اللحوم الحمراء ويمول حركة تجارية واقتصادية هامة في البلاد وله ابعاد اجتماعية فهو يمثل مورد رزق لاكثر من 270 الف مرب ويساعدهم على البقاء في اراضيهم والتقليص من النزوح وابعاد اخرى بيئية وذلك لما يعتمده القطاع من مساحة هامة للمراعي المستغلة المساهمة في التوازن البيئي بالبلاد. وحددت دراسات اجريت في تونس ان قطيع الاغنام بالبلاد يتميز بتعدد سلالاته ف«النجدي» او كما يلقبه التونسيون ب«العلوش العربي» وهو ألين وترجع سلالته للفترة البربرية، يمثل 70% تقريبا من القطيع، في حين تقدر نسبة «العلوش الغربي» 25% وهو يملك ذيلا بدل الالية ويتميز بالقوائم الطويلة، وهناك سلالة اخرى ولكن حجمها صغير مقارنة بسابقاتها وتعرف ب«التيبار» لدى الاوساط الشعبية وهي سوداء اللون وتمثل ما يقارب 2% من مجموع القطيع. وتتوزع تربية الاغنام على عدة مناطق البلاد في الشمال والوسط والجنوب مع كثافة اكبر بالوسط والجنوب. من أين يأتي علوش العيد؟ تقوم الشركة الوطنية للحوم بشراء عدد هام من رؤوس الاغنام المعدة للتضحية من تعاضديات الفلاحة الموزعة في الجمهورية والدواوين والمربين ويتم بيعها في نقاط البيع بالميزان وافادت مصادر من نفس الشركة على انه يتم العمل على توفير 10 الاف رأس من الخرفان لبيعها بهذه الطريقة هذه السنة ولكن قد يزيد العدد بحسب طلب المواطن، فعدد المقبلين على هذه النقاط بدا يرتفع من سنة الى اخرى. وميدانيا يتزايد توافد الباعة على الاماكن المخصصة لبيع الاغنام من «رحابي» وايضا في بعض الاماكن في ضواحي العاصمة مع اقتراب عيد الاضحى، ففي حين يؤكد معظم هؤلاء الباعة انهم من الفلاحين المربين للاغنام الا ان المواطنين والمضاربات في الاسواق وارتفاع ثمن الاضاحي تؤكد عكس ذلك. فقد اكد لنا السيد العيد وهو احد الباعة للاغنام منتصب بسوق المحمدية المعدة للغرض انه فلاح وفد من فريانة من ولاية القصرين لبيع اغنامه وفي سؤالنا عن القطيع واهم المناطق التي يأتي منها قال «ان المواطنين عادة ما يبحثون عن علوش سيدي بوزيد والمكناسي والدهماني وعدة مناطق اخرى من الوسط التونسي كالقيروان والقصرين». وفي المقابل اشتكى عدد هام من المواطنين عند سؤالنا لهم عن «القشارة» وهم تجار يشترون من الفلاح او المربي عددا من الاغنام ثم يبيعونها للمواطن، وصادف ان باح لنا «عماد» وهو شاب يبيع الاغنام بمناسبة عيد الاضحى رفقة اخيه انه يوفر لقمة عيشه من هذا العمل فهو يقوم بجولة قبل العيد بأشهر قليلة في الارياف اين يقتني بعض رؤوس الاغنام من الفلاح، يحتفض بها ثم يعرضها في السوق للبيع واكد لنا ان «القشارة» عادة ما يتوجهون الى اسواق كبيرة لبيع الخرفان عندما تكون الاسعار منخفضة مثل سوق الفحص وسوق بزينة لاقتناء الخرفان قصد بيعها فيما بعد وعدد عماد طرقا اخرى يقوم بها هذا النوع من التجار فهم يذهبون الى المناطق الحدودية خاصة التي تربطنا بالجزائر أين تتوفر بعض الرؤوس المهربة يقتنونها باسعار بخسة ثم يتوجهون بها الى عدة اماكن لبيعها خاصة في المدن الكبرى وضواحيها. حسب متطلبات السوق اختلف عدد من المواطنين الذين سألناهم عن «الخروف الامثل الذي يبحثون عنه، فهذا يريد «بركوسا» وافر اللحم واخر يريده خروفا صغير الحجم وواحد يبغي اقتناء خروف نجدي ألين وثان يريده «غربيا» قليل الشحم.. ومن هذا المنطلق فان تنوع الطلب هي التي عكست المعروض في السوق، وهو ما يفسر ايضا التزايد في عدد من السلالات من جملة القطيع المتوفر في تونس، فاقبال التونسي على الخروف الغربي هو ما جعله يحتل ما يقارب 25% من مجموع رؤوس الاغنام في تونس. من ناحية اخرى يؤكد الفلاحون ان اقتراب العيد شيئا فشيئا من فصل الصيف جعل عدد الخرفان الصغيرة التي لم تتجاوز العام منذ ولادتها يتقلص كمعروض في الاسواق في حين يرتفع عدد ال«بركوس» وذلك نتيجة الضرورات الطبيعية. ويجب الاشارة الى ان عدد العائلات التونسية التي تقتني لحوم الضأن المبرد في موسم عيد الاضحى اصبح هاما ويتطور من سنة الى اخرى وذلك نتيجة لظروف اقتصادية او لتبدل العادة الاستهلاكية والتعامل مع مثل هذه المناسبات لعدد من التونسيين، لذلك انطلقت شركة اللحوم في عملية توريد الخرفان المذبوحة بكميات تقدر ب20 طنا كل اسبوع وذلك قصد تلبية رغبة عدد من المستهلكين.