لم يتم الطفل علاء المنيسي أصيل مدينة القيروان عامه الدراسي المنقضي مثل أترابه، ولم يعد بإمكانه اللعب. نتيجة تعرضه الى الضرب بالعصا على يد عون أمن وفق شكوى تقدم بها والده والشهائد الطبية التي استظهر بها لدى الجهات الحقوقية. علاء (12 عاما) تعرض الى الضرب في وجهه وعلى مستوى الحوض يوم 17 جانفي في القيروان، حسب تأكيد والده، فأصبح عاجزا عن الحركة وحتى عن قضاء حاجته البشرية. ورغم تلقيه العلاج اثر اصابته، فإنه لم يتمكن من مواصلة حياته مثل بقية الأطفال بل انه لم يفرح بنجاحه كما فرح أترابه ولم يقطف ثمار الثورة التي خرج فيها بعفوية، نتيجة تعكر حالته الصحية وغياب المتابعة الطبية. وبين والده محسن المنيسي (43 عاما مقيم بحي ملاجئ سحنون بالقيروان)، انه كان يوم 17 جانفي جالسا في المقهى وسط مدينة القيروان وقد حدثت بعض الاضطرابات واحداث العنف مما استوجب تدخل اعوان الامن الذين استعملوا الغاز المسيل للدموع حسب قوله لتفريق المتظاهرين. وقال انه اتصل بالمنزل طالبا من ابنه علاء ان يجلب له قارورة الدواء لعلاج ضيق النفس الذي يعاني منه. وذكر انه بعد بضع دقائق ووسط الاضطرابات واحداث العنف شاهد ابنه ملقى على الأرض بالقرب من نصب وسط المدينة. فتولى نقله الى المستشفى في الابان. وأجريت له الفحوصات الاولية. وذكر الوالد انه تقدم بشكوى عدلية في الغرض مستظهرا بشهادة طبية تثبت الاضرار التي تعرض لها طفله وطالب بتتبع من اعتدى عليه. وقد وجه شكوكه ضد عون امن. كما تقدم بشكوى الى بعض الجهات الحقوقية وزارته لجنة تقصي الحقائق. وحسب قوله فان ابنه تعرض الى إصابة حادة تستوجب إجراء عملية جراحية على جهازه التناسلي في أسرع وقت، غير أن تكلفة الأدوية والاقامة بالمستشفى والتنقل وما تستوجبه العملية من مصاريف جعلته يعجز عن مواصلة علاج ابنه ويؤجل الامر في اكثر من مناسبة، أمام حالته الاجتماعية الصعبة وبطالته المزمنة نتيجة العجز البدني الذي يعاني منه الوالد... فظل ينظر الى طفله بعين دامعة ويد مثقلة بالدعاء والرجاء. من يعيد الأمل تتطلب حالة علاء إجراء العملية الجراحية في أسرع وقت عسى يعود الى مدرسته من جديد. ولا يزال علاء ينتظر منذ اشهر بينما تتعكر حالته وتتواصل معاناته وألمه وهو ينتظر املا يعيد اليه طعم الحياة من جديد...وتنتظر العائلة انفراج الكرب الشديد. ووسط هذه الظروف الصعبة ينتظر علاء فرجا من علته عسى يأتيه من قريب ويمكنه من إجراء العملية المطلوبة والمشي على قدميه من جديد وممارسة هواياته والتفكير في مستقبله دون خوف ودون علل. ويؤكد الوالد ان نجاح العملية مضمون حسب الأطباء، لكنها تتطلب تكاليفا يعجز عن توفيرها الوالد المغلوب على ضعفه. فهل سيجد علاء أياد رحيمة تمتد اليه لتعيد إليه بسمة الحياة وتجعله يفرح بالثورة التي دفع فيها بعض الثمن...وهل سيلتحق علاء بأصدقائه في المدرسة لعل الأمر يحتاج الى أمل تدخله الأيادي البيضاء والقلوب الرحيمة.