كثرة السؤال من غموض الحال والمآل، ولهذا معذرة ان أمطرتكم بوابل من الاسئلة المباحة عما يجري في الساحة بصراحة حتى وان كانت الاجوبة عنها مشفرة لا تطالها القرصنة ومن هذا المنطلق انطلق. لماذا يقال لنا على اثر كل حدث مريب ان وراءه أياد خفية ربما تكون ب«القواندوات» ولا أحد دلنا مرة ولو حتى على ظفر أصبح منها؟ فهل أصبحت البلاد «مسكونة»؟ وهل أنها مسكونة ب«الرهبان» أم بالجن أم ب«العبابث» أم بثلاثتها؟ وهلا تكون البلاد مريضة فعلا «من تحت يديهم» جنا و«رهبانا» و«عبيثة»؟ وهل تكون كتابة الدستور هي الحرز «الواقي من شر ثلاثتها خاصة ان هنالك من العرافين من يدعي ان يده تجمد الماء في الكتابة» و«حلان الكتاب» تطرد الجن والرهابين و«العبابث» وأن له من البنادير ما يكفي بأن يقيم لكل منها نوبته قرعا وشطيحا وبخورا وتمسيدا في زوايا الأولياء الصالحين الجدد ومنها مقرات الاحزاب والمنظمات والجمعيات حيث يتلو داوود زابوره على الصم وعلى كل من لا يسمعه ولا يطلب من الشعب الكريم سوى «عقد النية» فيه وفي «حرزه» ونوباته؟ أليس هناك حديث عن أموال مكدسة في ساحة الاحزاب بلا حصر ولا حساب فهلا تكون أموال «الرهابين» الذين ملأوا المخيال الشعبي بمنالهم الذي يفوق مال قارون وأرباب النفط وتجار السلاح؟ وعن أعمال لا يأتي بمثلها الا الجن؟ وعن رعب لا تأتي بمثله الا «العبابث»؟ أنا أعرف وأنت تعرف وكلنا يعرف ان وزارة الداخلية تعرف مسكن الجن ومرتع «العبيثة» وموطن «الرهبان» وكلنا صامتون ليس خوفا لا من الجن ولا من «الرهبان» ولا من «العبيثة» وانما خوفا من انصار «العبابث» واتباع الجن وخدم وحشم «الرهابين» وكتائب ثلاثتهم. قديما كان يقال في الليل للطفل اليقظ «أرقد عبيثة» فلماذا أصبح الناس ينامون باكرا وتبقى الشوارع والساحات خالية؟ هل يكون في كل فنس ينادي المنادي: «أرقد عبيثة»