تحدث القذافي عن حبوب الهلوسة... واقرأ يوميا على أعمدة الصحافة أصداء المحاكم التي لا تخلو من حبوب الهلوسة والزطلة التي قيل إنها أصبحت تباع جهارا نهارا وأن موازينها التي كانت «الجونتة» مكيالها أصبحت بالرطل والكيلو و«الطرناطة». وأقسم لكم بالله عز وجل جلاله، وبكل الأولياء الصالحين الجدد الذين أقيمت لهم زوايا في قنواتنا الفضائية الأربع. ولكل منهم «تابوته» على «البلاتو» وكوانين بخوره وبناديره ونوباته الديمقراطية والدينية والتحررية والليبيرالية، وللناس في ما يعشقون من بخور وقرع بنادير ونوبات في «حضرة» الحضور، أقسم لكم أنني لا أعرف حبوب الهلوسة الا في فم القذافي... ولا أعرف للزطلة لا صورة ولو لون لها طيلة حياتي الا في قصر بن علي المخلوع على شاشة التلفزة الوطنية التي استفاقت هي الاخرى من «زطلتها» التي جعلتها ترى تونس طيلة عقدين ونيف جنة من جنات عدن وها هي اليوم تطلب التخفيف عليها في الحكم لأنها كانت «زاطلة» و«الزاطل» يقول ما لا يعي رغم أنها «متعودة ديما». كل هذا ليس مهمّا ولكن ما «يهلوسني» وما «يزطلني» أكثر من حبوب هلوسة القذافي و«زطلة» بن علي ليس الاحتمال الذي يراودني في أن الرجلين متحدين على أن يكون الشعب مهلوسا و«مزطولا» على شريعة أم كلثوم كوكب الشرق السكران. هل «رآى الحب سكارى مثلنا»؟ أكيد، لا ولا ولا في العالم أجمع وإنما هذه الجحافل الغفيرة من الوجوه المشبوهة و«المرسكية» في قاطرة الثورة. وهم يتحدثون باسم الشعب ولا أظن أن التعداد السكاني الاخير قد شملهم لأنهم ما كانوا موجودين أصلا في الساحة. فكيف يتحدث باسم الشعب من ليس محسوبا مع الشعب؟ اللهم إلا إذا نزلوا لنا من كوكب آخر بطلب آخر فنحن تعودنا على من يقول لنا مثلا «سامحني نشرب، سامحني نتعدى، سامحني نشعّل» أما سامحني «نحكم» فهذه «أزطل من الزطلة» و«أهلس» من حبوب الهلوسة، والواقع والتلفزة على ما أقول شاهدان وبعد هذا... «سامحني نسكت» مع الأغلبية الصامتة.