استقالة نائب رئيس الجمعية راضي بن علي التي تقدم بها في حدود الساعة السادسة من مساء الثلاثاء الماضي إلى الكاتب العام عادل غيث أثارت ولو لمدة قصيرة تساؤلات وردود فعل عديدة. المؤشرات التي سبقت هذا القرار أوحت بحدوث هذا «الشرخ» بين الحين والآخر خاصة على مستوى التباين في المواقف الذي وصل مداه في الآونة الأخيرة. عشية أول أمس الأربعاء لم يكن عاديا في أروقة مقر النجم حيث دعا رئيس الجمعية حافظ حميد أعضاء قائمته للاجتماع والنظر في استقالة نائبه راضي بن علي في وقت أبدى فيه هذا الأخير شيئا من المرونة من خلال التعبير عن استعداده للجلوس إلى طاولة الحوار مع حافظ حميد لوضع النقاط على الحروف في صورة رفض الاستقالة وهو مؤشر إيجابي حتى لا ينفرط العقد داخل هيئة لم يمض على انتخابها وقت طويل (قرابة الشهر). موقف راضي بن علي لئن رفض نائب رئيس النجم في البداية الكشف عن الأسباب التي دفعت به إلى تقديم استقالته بهذه السرعة وإزاء الضجة التي أحدثها هذا القرار صرح بالقول «استقالتي كانت لأمور جوهرية بالأساس تتعلق ببعض القرارات التي تم اتخاذها تتعارض وروح التعامل داخل الهيئة المديرة ولهذا قرّرت الانسحاب حتى لا أضايق غيري خاصة وأني لن أرضى لنفسي بدور المتفرج باعتبار أني قدمت ترشحي لأكون فاعلا في العمل التسييري خاصة أني عملت مع العديد من رؤساء النجم انطلاقا من سنة 1990 أما إذا رأت الهيئة أن بقائي غير مفيد وغير مجد فإن قرار الانسحاب يكون هو الأمثل. لا دخل لزبير بيّة في الاستقالة في معرض شرحه لقرار انسحابه من دفة التسيير فند السيد راضي بن علي كل الأقاويل التي تم تداولها والتي ربط أصحابها بين استقالته وعودة زبير بيّة إلى استئناف نشاطه كمدير رياضي مؤكدا أن العلاقة التي تربطهما يسودها الاحترام المتبادل وهي أسمى من كل هذه الترهات موضحا أن عملية انتدابه ليشغل هذه الخطة في فرع كرة القدم إنما هي «ضربة معلم» تحسب لفائدة رئيس الجمعية قبل أن تكون مكسبا لفريق الأكابر بالدرجة الأولى. قبول الاستقالة من خلال رصدنا لما أسفر عنه اجتماع الهيئة المديرة أمكن لنا التأكد من أن هذه الأخيرة وبعد نقاش مستفيض لمختلف المستجدات وحيثيات الاستقالة ودوافعها وتوقيتها وافقت على قبول استقالة نائب رئيس الجمعية راضي بن علي من منصبه معتبرة أن هذا القرار تم اتخاذه عن تريث. ماذا قال حافظ حميد؟ عقب اجتماع الهيئة المديرة صرح رئيس الجمعية حافظ حميد قائلا: «كنا نود لو بقيت مثل هذه الأمور داخلية وحبيسة مكاتب مقر الجمعية لمعالجتها وإيجاد الحلول لها دون تعمد نشر الغسيل في أجهزة الإعلام لكن للأسف مثل هذه الأمور فرضت علينا فرضا.. نحن كهيئة مديرة مستاؤون من إقدام السيد راضي بن علي على تقديم استقالته في هذا التوقيت بالذات وانسحابه من خطة نائب رئيس لأن النجم الساحلي لا يستحق مثل هذه المواقف وشخصيا يؤسفني أن يتصرف نائب رئيس الجمعية بهذه الطريقة السيد راضي بن علي وبالنظر إلى تصرفه بهذا الشكل فرض على الهيئة قبول استقالته وهو الذي يعلم علم اليقين أننا جئنا لخدمة النجم الساحلي وليس لفرض آرائنا ومواقفنا وأن «نبني من الحبة قبة».