حذرت أجهزة الأمن الأمريكية من إمكانية استهداف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» للشركات البريطانية والأمريكية ولطائرات نقل الطواقم العاملة في حقول وشركات النفط في دول المغرب العربي والساحل الافريقي، باستخدام صواريخ «سام». ونقلت صحيفة «الخبر»الجزائرية أمس عن مصدر جزائري لم تكشف هويته، قوله ان أجهزة الأمن الأمريكية بعثت برسالة إلكترونية الى سفارات دول المغرب العربي والساحل الافريقي، حذّرت فيها من أن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». يخطط لاستهداف طائرات نقل الطواقم العاملة في حقول النفط باستخدام صواريخ «سام 7» و«سام5». وحسب المصدر ذاته تلقت شركات النفط في دول المغرب العربي وخاصة في الجزائر، وفي الساحل الافريقي نسخة من رسالة التحذير الأمريكية. وأشارت الرسالة الالكترونية الى أن التخطيط يستهدف ضرب الرعايا من كوادر وفنيين من العاملين في حقول النفط أكثر من ضرب حقول النفط ذاتها. وأصاب التحذير الشركات التي لها مشاريع تنقيب في كل من الجزائر وشمالي مالي والنيجر، أصابها بالذعر، الذي أصاب أيضا حتى الشركات التي تستعد للاستقرار في ليبيا. وكانت الولاياتالمتحدة حذرت في وقت سابق من أن الجماعات «الارهابية» المسلحة استغلت الوضع في المنطقة لتحول الأراضي الليبية معقلا لها. صواريخ سام ومعلوم أن صواريخ «سام 7» و«سام5»، صواريخ أرض جو روسية الصنع قادرة على تعقب أهدافها بفضل نظامها الذي يرتكز على الحرارة والأشعة الصادرة من محركات الطائرات، ما يجعل الطيران المدني في متناولها. ويبلغ مدى صواريخ «سام7» و«سام5» نحو 40 كيلومترا، وهي صواريخ دقيقة قادرة على تعقب هدفها. وكانت السلطات الجزائرية حذّرت بدورها في الآونة الأخيرة من وجود مخطّط لتنفيذ عمليات ارهابية تستهدف المنشآت النفطية. وقبلها تمكنت الجزائر من اعتقال 3 أشخاص على صلة بعمليات تهريب أسلحة وقطع غيار صواريخ «سام» الحرارية انطلاقا من الأراضي الليبية. من الجزائر إلى النيجر وفي سياق متصل قال الجنرال كارتر هام رئيس القيادة العسكرية لافريقيا بالجيش الأمريكي إن ثلاث جماعات اسلامية افريقية تهدد باستهداف الغربيين بدأت تتعاون مع بعضها البعض وهو اتجاه مثير «لقلق بالغ»، ويزيد المخاوف من تكوين شبكة تمتد من الجزائر الى نيجيريا. واتفق مسؤولو دفاع أمريكيون آخرون تحدثوا بشكل منفصل وطلبوا عدم نشر أسمائهم على أن الجماعات الاسلامية الافريقية تتعاون بطرق مقلقة في بعض الأحيان لكنهم قللوا من احتمال تشكيل تحالف شامل كبير. وقال هام أول أمس لمراسلي شؤون الدفاع إن ثلاث جماعات اسلامية افريقية تمثل تهديدا لمصالح الولاياتالمتحدة والغرب هي «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» ولها جذور في الجزائر وحركة «باب المجاهدين» ومقرها الصومال وجماعة «بوكو حرام» في نيجيريا. وأضاف «كل من هؤلاء الثلاثة بشكل مستقل في اعتقادي يمثل تهديدا كبيرا ليس للدول التي تمارس فيها نشاطها فحسب وإنما إقليميا... وعلى الولاياتالمتحدة». وقال هام «هذه التنظيمات الثلاثة عبرت بوضوح وعلنا عن نية استهداف الغربيين والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص». وتابع: «نرى هذه النية تتجلى في أوضح صورها بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وجماعة بوكو حرام... لقد عبروا عن اهتمام بالتعاون في التدريب والعمليات وأنشطة من هذا النوع... هذا مثير للقلق للغاية بالنسبة لي...». وقال مسؤول دفاعي كبير إن الجماعات كانت تركز في البداية داخليا أو إقليميا وإن التعاون فيما بينها يصل الى حدّ تحالف مؤقت تحقيقا لمصالح.