أشرفت قيادة القوات الأمريكية في أوروبا، بالعاصمة السينغالية، داكار، على لقاء قادة أركان جيوش الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، ونيجيريا ومالي والنيجر وتشاد والسينغال، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الجيش السينغالي أن الندوة ''بحثت إقامة آليات مكافحة الإرهاب''· ويندرج الاجتماع في سياق مسار مبادرة ''بان ساحل'' (الشراكة العابرة للساحل)، التي أطلقتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في بداية 2004 وعقدت في نفس السنة أول اجتماعاتها في شتوتغارت، بمشاركة الفريق محمد العماري، قائد أركان الجيش آنذاك· ومن بين أهداف المبادرة الوقوف حائلا دون تمكن القاعدة من التغلغل في المنطقة، حيث تتحدث تقارير الاستخبارات الغربية منذ 2002، عن محاولاتها إقامة مراكز لتدريب شبيهة بتلك المنتشرة في أفغانستان· وحذرت التقارير من كون انعدام الاستقرار السياسي في الساحل يسهل تحقيق هذا الهدف· ورجحت مصادر تتابع مبادرة ''بان ساحل''، أن يكون لقاء داكار الذي دام يوما واحدا، درس تداعيات تحوّل الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، في الميدان ومدى خطورة التنظيم على المصالح الغربية في المنطقة· ولم تستبعد المصادر طرح حادثة الهجوم على حافلة شركة ''براون روت أند كوندور'' الأمريكية ببوشاوي، في أشغال اللقاء تأكيدا من قيادة القوات الأمريكية بأوروبا بأن خطر القاعدة حقيقي وجدير بأن يؤخذ بجدية من طرف جيوش الساحل· ونقلت صحف سينغالية، أمس، عن ''مسؤولين عسكريين أفارقة''، أن جيوش البلدان المنخرطة في المبادرة الأمريكية، استفادت من تكوين ضباطها وتجهيز قواتها المسلحة بسيارات عسكرية، مجهزة بعتاد تنصت حديث وبأنظمة اتصال بواسطة القمر الاصطناعي· وذكرت أن العتاد الجديد موجه للاستعمال من طرف كتائب لا يتعدى رجالها .130 ويشرف على تأطير هذه الكتائب من حيث التدريب، القوات الخاصة الأمريكية· وقالت الصحافة الأمريكية، العام الماضي، أن قيمة برنامج التدريب والتجهيز يفوق 100 مليون دولار· وحسب الصحافة السينغالية، فإن اجتماع داكار تناول الجانب التنموي والإنساني في خطة ''بان ساحل''، بحيث تحرص دول عديدة من الساحل على تقديم المعونة لسكان المناطق الصحراوية الفقيرة، التي تتميز بضعف السيطرة الحكومية عليها· وتخشى الولاياتالمتحدة من أن يتخذ قدامى حرب أفغانستان والمقاتلون حديثا في العراق، هذه المناطق مواقع للتدريب بهدف إسقاط الأنظمة التي تتعاون مع واشنطن فيما يسمى بمحاربة الإرهاب العالمي· وتتألف مبادرة ''بان ساحل'' من شقين، الأول يتعلق بتبادل المعلومات بشأن الجماعات الجهادية، وجماعات تهريب السلع وعصابات المتاجرة بالسلاح التي تتعامل معها في منطقة الساحل· أما الشق الثاني فيخص تكوين وتأهيل القوات المسلحة، ودعمها بعتاد إلكتروني حديث لتعزيز مراقبة الحدود· إضافة إلى إجراء تمارين عسكرية مشتركة بصفة دورية في الدول المعنية·