مضت أمس ما سمّيت ب«جمعة ماضون حتى إسقاط النظام» مخلّفة وراءها نحو 23 قتيلا وعديد الجرحى الذين انضافوا الى «فاتورة الدّم» التي يدفعها الشعب السوري منذ مارس الماضي. قال نشطاء حقوقيون ان القوات السورية اقتحمت منطقة «حلفايا» بحثا عن منشقّين عن الجيش وسعيا الى منع خروج احتجاجات منتظمة تطالب بالديمقراطية بعد صلاة الجمعة. إطلاق نار وقتلى كما اقتحم الأمن السوري بلدة «بصر الحرير» في ريف درعا وسط اطلاق نار كثيف. وقالت ما تسمّى الهيئة العامة للثورة السورية ان المظاهرات وقعت في الزبداني بريف دمشق رغم الانتشار الأمني الكثيف. وذكر ناشطون أن الطيران السوري اخترق حاجز الصوت فوق معرّة النعمان في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. وقد دعا الناشطون أمس الى التظاهر في ما سمّوها «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام». وفي حمّص أفاد ناشطون بأن إطلاق نار كثيف دوّى في شارع القاهرة، كما تعرّض حي الخالدية لأمر مماثل من قبل الجيش وتعرّض المتظاهرون في حي كرم الزيتون أيضا الى إطلاق الرصاص. وفي محافظة إدلب شهد حي «بنش» انقطاعا في الاتصالات الأرضية والخلوية والأنترنت بشكل كامل كما سمع دوي إطلاق نار كثيف جنوبي جبل الزاوية حيث واصل الجيش عمليته العسكرية هناك لليوم الثاني على التوالي. أما في ريف دمشق وتحديدا في حي الزبداني ومضايا فقد أفاد ناشطون أن شخصا على الأقل قتل برصاص قوى الأمن أثناء حملة مداهمات ترافقت مع إطلاق نار كثيف. وفي حرستا سقط عدد من الجرحى بعضهم وصفت حالته بالخطيرة إثر اطلاق النار الذي شهدته المنطقة الشرقية من المدينة. وفي درعا أفاد ناشطون أن قوى الأمن شنّت حملة مداهمات للبيوت واعتقلت عددا من قاطنيها. دعوة أمريكية من جهة أخرى دعت الولاياتالمتحدة رعاياها الى مغادرة سوريا فورا طالما أن وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة. وفي مذكرة تحذيرية قالت الخارجية الأمريكية «بعد 6 أشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف يتعيّن على الأمريكيين الذين سيبقون في البلد العمل على الحد من تنقلاتهم غير الأساسية». من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى القيام ب«عمل دولي موحّد» ضد النظام السوري واتهم الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لم يف بالوعود الكثيرة التي قطعها. وأوضح «انه (الأسد) لا يفي بوعوده.. لقد طفح الكيل.. على المجتمع الدولي فعلا اتخاذ إجراءات موحدة والتحدث بصوت واحد». وتابع انه يجب القيام بعمل بعد أن تجاهل الأسد الدعوات الملحة من الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية. وأعرب بان كي مون عن قلقه بشكل خاص بشأن ما وصفه ب«الديمقراطية القمعية المفرطة في التعامل» مع الاحتجاجات.