رغم التعتيم الاعلامي، فإن حضور الهلال الأحمر التونسي فرع تطاوين ساهم بقسط كبير في احتضان ورعاية الاشقاء الليبيين الذين دخلوا التراب التونسي هربا من جحيم الطاغية معمر القذافي. وقد قامت الهيئة الجهوية بتطاوين التابعة للهلال الأحمر التونسي بجهد كبير لتوفير أسباب الراحة للأشقاء الليبيين، وتدخلت في أكثر من مناسبة وقامت بالعديد من المبادرات الانسانية التي تحسب لها، لكن لم يقع الاهتمام بها اعلاميا، ولعل من أهمها بادرة موائد الافطار وحفل ختان الاطفال التونسيين والليبيين. فقد قدمت الهيئة ما يقارب 50 وجبة افطار يومية معها وجبة «سحور»، وتم تسخير أحد المطاعم الراقية بمدينة تطاوين لاحتضان موائد الافطار هذه التي انتفعت بها عائلات تونسية وليبية، وتمت في أجواء عائلية حميمة. أما حفل الختان الذي تم ليلة السابع والعشرين من رمضان فشهد ختان 20 طفلا تونسيا وليبيا، وقد تمت العملية حسب العادات والتقاليد التونسية والليبية. كما انتظم حفل بهيج شاركت فيه مجموعة من فناني الجهة وفرق فنون شعبية وفلكلورية. هذه البادرة رأت النور وتجسد بفضل مساهمة بعض الشركات والمؤسسات الوطنية وهياكل المجتمع المدني. السيد صلاح الدين المدني رئيس الهيئة الجهوية للهلال الاحمر بتطاوين أكد لنا هذه البادرة تندرج ضمن السياق العام لعمل الهلال الاحمر وأيضا للمد التضامني مع الشعب الليبي الشقيق في محنته التي بدأ يتجاوزها. أما السيد الناصر بن قبيلة الذي كان سندا لهذه التظاهرة، فيؤكد ان البادرة أتت في اطار المساهمة في المد التضامني مع بلد عربي شقيق وهذا ليس غريبا عن الشعب التونسي الذي سبق وان اختلطت دماؤه بدماء الاشقاء في الجزائر. ويضيف محدثنا: «الحقيقة ان تضامن الشعب التونسي وخاصة في الجنوب مع الاشقاء من ليبيا تجسد من قبل، فقد فتحت عائلات كثيرة بيوتها للاشقاء وهذا واجب قمنا به، ونحن من موقعنا فكرنا بالتعاون مع الهلال الاحمر فرع تطاوين في تنظيم هذه البادرة التي كانت وبتوفيق من الله ناجحة على جميع المستويات، وتمت في أجواء رائعة ووجدنا تجاوبا من المؤسسات الوطنية والشركات المنتصبة بالجهة...». وختم السيد الناصر بن قبيلة حديثه معنا بالقول: «ما أثلج صدورنا ان المجلس الانتقالي الليبي ممثلا في شخص رئيسه السيد مصطفى عبد الجليل نوّه بهذه البادرة وأعرب عن تقديره لها».