عمّت المظاهرات أمس مدن الضفة الغربية تأييدا لمطلب الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية المستقلة، فيما لوّح وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيغدور ليبرمان بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية. في ما غابت عن غزة مظاهر الدعم لمسعى السلطة الفلسطينية. وتجمع صباح أمس مئات الآلاف في مدن رام اللّه ونابلس والخليل، وهي المدن الرئيسية في الضفة الغربية، فيما جابت المسيرات أيضا باقي مدن الضفة، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات الدعم والتأييد لتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة طلبا للاعتراف بالدولة المستقلة. في ميدان عرفات وفي ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام اللّه تجمع عشرات الآلاف مرددين هتافات تؤكد على حق شعب فلسطين في أن تكون له دولته المستقلة. وتقدم المسيرات الحاشدة مسؤولون في السلطة والحكومة والقوى الوطنية والأحزاب، وصولا الى منصة أقيمت وسط الميدان لإلقاء كلمات بالمناسبة. وفي الخليل توافد عشرات الآلاف من المؤيدين الى شارع «عين سارة» وامتدت المسيرات على نحو كيلومترين ونصف من منطقة «دوار المنارة» وسط المدينة وصولا الى «منطقة الحرس». أما في نابلس حيث تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين، شارك 30 عضوا من حركة «ناطوري كارتا» اليهودية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وفي طولكرم إزدانت المدينة بالأعلام الفلسطينية وأعلام الأممالمتحدة، واحتشد ما يزيد عن 20 ألف فلسطيني في ميدان جمال عبد الناصر في مسيرة حاشدة. كما شهدت مدن الضفة الأخرى مسيرات مماثلة ردّدت ذات شعارات التأييد للحق الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس. أما في قطاع غزة فغابت مظاهر الاحتفال والتأييد، الأمر الذي اعتبره مسؤولون في حركة «فتح» توافق في الرؤى بين «حماس» واسرائيل في رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، لكن «حماس» علّلت موقفها بأن السلطة اختارت التوجه الى الأممالمتحدة بشكل فردي ولم تشرك معها باقي القوى الوطنية. قمع.. وتهديد وبين رام اللّه والقدسالمحتلة عند حاجز «قلنديا» بالضفة الغربية قامت قوات الاحتلال بتفريق مظاهرات حاشدة باستخدام جهاز تفريق المظاهرات «صرخة» الذي يصدر أمواجا صوتية لا تتحملها أذان الانسان. وأول أمس قمعت سلطات الاحتلال مظاهرة في الخليل شارك فيها مئات الشبان المؤيدين لمطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. من جهته جدّد وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيغدور ليبرمان تهديده بأن توجه الفلسطينيين الى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة «لن يمر دون ردّ» ودعا حكومة نتنياهو الى فرض عقوبات مشدّدة على السلطة الفلسطينية. كما هدّد أيضا بانهيار الائتلاف الحكومي اليميني في حال لم يفرض نتنياهو عقوبات على الشعب الفلسطيني. وأكد أنه لن يكون هناك تجميد للاستيطان في الضفة والقدسالشرقية.