رحبت اسرائيل أمس بخطاب أوباما والذي أعلن فيه رفض واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما ندد به الفلسطينيون. ونزل خطاب أوباما بردا وسلاما على صدور الاسرائيليين، حيث قال وزير خارجية الكيان الصهيوني أفيغدور ليبرمان: «أوباما أكدّ استحالة اختصار الطريق إلى السلام دون إتفاق سلام بين الطرفين»، معربا عن أمله في أن يقتنع الجانب الفلسطيني، بما جاء في خطاب أوباما، وأن يعود (أي الجانب الفلسطيني) الى الواقع لاستئناف مفاوضات السلام. وأضاف أنه يتمنى على اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة وروسيا وأمريكا، أن يصدر عنها موقف مماثل لموقف باراك أوباما. من جهته اعتبر وزير الحرب ايهود باراك أن خطاب أوباما أثبت مرة أخرى أنه حليف وصديق لاسرائيل. وقال: إن تل أبيب تثمن الموقف الأمريكي وإدارة أوباما تقوم بدعم أمن اسرائيل بصورة واسعة وغير مسبوقة. ورأت زعيمة حزب «كاديما» المعارض تسيبي ليفني أن خطاب أوباما كان متوازنا وأن الرئيس الأمريكي كان على صواب حين قال ان السلام لا يتحقق من خلال قرارات في الأممالمتحدة وإنما بالمفاوضات المباشرة. ودعت ليفني رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الى المبادرة باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. تنديد... ومظاهرات وفي المقابل استنكر مسؤولون في السلطة بشدّة خطاب أوباما، وقال ياسر عبد ربه أمين سرّ منظمة التحرير الفلسطينية «إن هناك هوة كبيرة تفصل بين حديث أوباما عن حرية الشعوب العربية ودعوته الفلسطينيين الى مفاوضات مع اسرائيل دون تحديد أسس واضحة للمفاوضات». وتابع: «كنا نأمل أن نسمع بأن حرية الشعب الفلسطيني هي مفتاح رئيسي للربيع العربي وأن الحرية يجب أن تشمل المنطقة...». من جهته قال الناطق بإسم الرئاسة نبيل أبوردينة: «إن السلام يتطلب إنهاء الاحتلال أولا وأن المطلوب من إدارة أوباما الضغط على اسرائيل لانهاء الاحتلال وهذا هو الطريق للاستقرار والسلام». وفي أول ردّ فعل شعبي علىخطاب أوباما خرج المئات في مدن الضفة الغربية في مسيرات احتجاج تنديدا بالموقف الأمريكي المنحاز لاسرائيل. وفي غزة خرجت مظاهرة نسائية احتجاجا على خطاب أوباما، وتأكيدا على دعمهن للمسعى الفلسطيني لنيل الاعتراف الأممي بالدولة المستقلة. من جهتها لم تستغرب حركة «حماس» الموقف الامريكي وقال الناطق باسمها إن خطاب أوباما يعكس الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني ويثبت في الآن ذاته فشل المراهنة على الدور الأمريكي. الاقتراح الفرنسي من جهته دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى العودة للمفاوضات في غضون شهر والتوصل الى حلّ للصراع خلال عام بينما تمنح فلسطين صفة عضو مراقب في وضع مماثل لوضع حاضرة الفاتيكان. واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت أمس اقتراح ساركوزي غير عملي، موضحا أن الجانب الفلسطيني فاوض لأكثر من 20 عاما ووصلت المفاوضات الى طريق مسدود. وقد أعلن الوفد الفلسطيني الى الأممالمتحدة أنه سيواصل مساعيه ولن يتراجع عن قرار المطالبة بالاعتراف بالدولة المستقلة، رغم الفيتو الأمريكي المسبق على القرار. وكان أوباما أعلن الليلة قبل الماضية في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه لا مجال لطريق مختصرة لانهاء الصراع، مشيرا الى أنه سبق له وأن أكد أن التوصل الى سلام فعلي يجب أن يكون باتفاق بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.