ولاية القصرين هي إحدى المناطق التي انطلقت منها شرارة الحركات التحرّرية ابتداء بثورة علي بن غذاهم مرورا بثورة 1906 وصولا الى ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة. هذه الجهة عُرفت بشهامة رجالاتها الذين وقفوا سدّا منيعا ضدّ التهميش والجهل وضد الاستعمار والتفقير والجحود ودفعوا دماء الشهداء الزكية ثمنا للكرامة والعزّة والحرية ها هم اليوم يقيمون الدليل على حسن نيتهم في الارتقاء بالجهة والنهوض بها إيمانا منهم بحقّ التنمية للجميع نحو تحقيق توازن جهوي يكون للدولة فيه تدخل مباشر من خلال إعادة النظر في منوال التنمية وتعديل الأدوار بين القطاعين العام والخاص حتى تتحسّن ظروف عيش المواطن بالجهة الذي عانى الفقر والخصاصة على مدى سنوات طوال. الاستحقاقات التنموية لقد سعت إطارات الجهة الى جمع وتبويب استحقاقات الولاية التنموية التي مسّت مختلف القطاعات الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية الى جانب قطاعات السياحة والثقافة والتعليم والرياضة والصحة ضمّنوها في ملف تحت مسمى «الاستحقاقات التنموية لأبناء ولاية القصرين». لقد أوكلت مهمة تتبع ملف الاقتراح الأولي الذي أعده اطارات الجهة الى لجنة حماية الثورة ممثلة في شخص رئيسها خالد النصري وإيمانا منهم بأن مؤشرات التنمية تبدأ بروح المبادرة والتضامن فقد قامت لجنة حماية الثورة بجملة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية تحمل في مضامينها دعوة الى التآخي والتآزر نحو تجاوز رواسب العهود التي خلت والتي سعدت فيها فئة على حساب بؤس الآخرين. التضامن أساس التنمية لجنة حماية الثورة بالقصرين قامت بجمع أموال تضامنية من أبناء المنطقة ومن خلالها نظمت ختانا جماعيا ل147 طفلا ينتمون الى عائلات فقيرة ومحدودة الدخل في حفل أدخل السرور والبهجة على قلوب فلذات أكباد الجهة وغرس فيهم قيما أصيلة قوامها التحابب والتضامن والتآخي وبعث فيهم أملا جديدا بأن غدا حتما سيكون أفضل ويحمل عبقا جديدا من نسمات الحرية والكرامة التي بها يكون الانسان إنسانا يُسرّ بما يسرّ غيره ويتألم لألمه. هذه اللجنة هي دون شك مثل يحتذى ومقاس عليه يقبس من أراد خيرا لبلاده وأهله وما هذا العمل الذي قامت به إلا قطرة من نهر من الانجازات والمشاريع التي ستعود بالنفع على أهالي ولاية القصرين وعلى البلاد التونسية عامة.