بلغ عدد القتلى والجرحى في صنعاء أكثر من 130 وذلك منذ عودة الرئيس صالح من السعودية التي قضّى فيها ثلاثة أشهر. أفادت مصادر اخبارية أمس بتجدّد الاشتباكات العنيفة بين قوات مؤيدة للرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح وقوات مؤيدة للثوار في العاصمة صنعاء وسط أنباء عن تعرض مقر الفرقة الأولى المدرّعة للقصف من قبل قوات صالح. وقالت مصادر متطابقة إن عدد القتلى قارب العشرين بينما ارتفع عدد الجرحى الى أكثر من 110 ولكن المعارضة اليمنية أكدت أن الحصيلة أثقل بكثير. وأوضح محتجون ومسعفون أن أغلب الضحايا سقطوا في هجومين شنّتهما قوات صالح الليلة قبل الماضية وأمس على مخيّم الاحتجاج الرئيسي في صنعاء مستخدمة بالخصوص قذائف المورتر والقنّاصة. وبدأت القوات الموالية للرئيس اليمني إذن الهجوم على مركز المحتجين في «ميدان التغيير» بعد ساعات قليلة من عودة صالح من السعودية وذلك بالرغم من كون الرئيس اليمني قال انه عاد الى الوطن حاملا معه حمامة سلام وغصن الزيتون. وقال معارضون للرئيس صالح إن الأخير عاد بأكثر تصميم على تصعيد أعمال القمع. وبالمقابل وباعتبار وتيرة الأحداث الأولى منذ أول أمس الجمعة وحصيلة المواجهات حذّر مراقبون من أن التصعيد الجديد في اليمن يهدد بحرب أهلية. ورأى المعارضون اليمنيون ان عودة صالح محاولة لإعادة التنظيم للحرب وقالوا انهم يتوقعون المزيد من إراقة الدماء. واعتبر عبد الغني الارياني المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية ان «العنف قادم» قائلا «هذا نذير شؤم العودة في وقت كهذا على الأرجح تعني انه ينوي استخدام العنف في حل الموقف.. وهذا أمر خطير». وبالمقابل حضّ المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي أمس الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح على التوقيع الفوري على مبادرة المجلس للخروج من الأزمة التي تعصف ببلاده وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية. وندّد الوزراء الخليجيون بما يحدث في اليمن من اللجوء الى استخدام السلاح ضد المتظاهرين العزّل. وجاءت الدعوة الخليجية عقب اجتماع وزاري استثنائي عقد في نيويورك على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.