تمكن القطب الحداثي الديمقراطي من تجاوز معركة اعداد القائمات الانتخابية ليوفّي بتعهداته باحترام المناصفة ودون فقدان أي من مكوناته كما حسم في مسألة الأطراف «الظلامية والرجعية» بصفة نهائية واستنكر محاولة بعض الأطراف الديمقراطية التحيل عليه. أكد الأستاذ رياض بن فضل مقرر القطب الحداثي التقدمي أمس ان القطب لن يشارك في أي حكومة بعد الانتخابات تشارك فيها ما أسماها بال«أطراف ظلامية أو رجعية» في اطار الوضوح السياسي وان الثورة لم ترفع أي شعار ديني وهو ما يبين ان تلك الأطراف الرجعية تحاول الركوب على الثورة وان العقد المعنوي الذي يعقده على نفسه هو ان لا يترك الظلاميين يركبون على الثورة معتبرا ان القطب وفّي بجميع وعوده في القائمات التي رشّحها لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي وأنه لن يسقط فريسة لبعض الأطراف الديمقراطية تحت ذريعة «التصويت الايجابي» وان ذلك النوع من التصويت يجب ان يكون لقائمات القطب. وقال بن فضل خلال مؤتمر شعبي عقده القطب صباح أمس في قصر المؤتمرات ان هناك العديد من الاطراف التي راهنت على انفجار القطب مع البدء في اعداد القائمات الانتخابية وان ذلك لم يحدث «بفضل الامتثال والتقيد بما جاء في اعلان المبادئ الذي أعده 16 طرفا سياسيا يمثلون الطيف السياسي التقدمي التونسي وكل ترك بصمته فيه». القطب صامد وتابع قائلا «القطب دخل المعركة الانتخابية على قاعدة الاعلان الذي استوحى منه برنامجه المجتمعي ومشروعه الدستوري» مشيرا الى ان الأطراف المنخرطة في القطب وهي حركة التجديد وحزب طريق الوسط والحزب الجمهوري والحزب الاشتراكي اليساري وخمسة مبادرات لمستقلين ومستقلين خارج المبادرات قدمت العديد من التنازلات لإنجاح تلك العملية وللوفاء بالتزامات القطب وأكثر منها أيضا» موضحا انه بالرغم من كثرة الأطراف في القطب الا انه التزم بقاعدة التناصف بشكل كامل كما ترأس المستقلون نصف القوائم تقريبا فيما بلغ معدل أعمار المترشحين 42 سنة بحكم سعيه الى تمثيل الشباب بأكبر قدر ممكن وأن أصغر رئيس قائمة عمرها 24 سنة. وقال بن فضل ان القطب ابرم عقدا معنويا مع الشهداء «ان لا يترك أي طرف يلتف على الثورة وخاصة الأطراف الرجعية حيث انه لم يرفع أي شعار ديني في الثورة والشعارات طالبت بالكرامة والحرية والمساواة والحداثة، ولن نسمح لأي قوى سياسية ظلامية أو رجعية ان تركب على الثورة ولسنا بصدد النقاش حول التشريك». وفي هذا الصدد قال ان القطب بصدد بناء مشروع حداثي يشارك فيه الجميع ولا يتم اقصاء أي أحد «لكن مشروعنا واضح ونحن نناضل من أجل الوضوح السياسي الكامل فلا مجال لفسح المجال أمام تحالفات لاحقا ونقولها بكل وضوح القطب لن يشارك في أي حكومة موحدة اذا شاركت فيها أطراف ظلامية نحن مع تشريك كل الأطراف دون استثناء لكن على قاعدة الوضوح السياسي التام». الوضوح السياسي وفي اتجاه آخر أشار رياض بن فضل الى ان العديد من الأطراف الديمقراطية رفعت مؤخرا شعار «التصويت الايجابي» أي أن تقوم أطراف متعددة بدعم قائمة يتم الاتفاق عليها في ما بينهم لتوفير أكثر الحظوظ لنجاحها وتوجهت الى القطب بهذا المشروع وبعد الاستشارة بين الأطراف المكونة له تقرر دعم هذا المشروع لكن على ان يكون التصويت لقوائم القطب التي تمثل تكتلا متنوعا وان ما دون ذلك هو محاولة للتحيل عليه وأن الأطراف التي تريد ان تكون مشاركتها ايجابية في الانتخابات يجب ان تدعم القطب لا ان يدعمها هو. وفي رده على اسئلة ل«الشروق» حول ما حصل من اعتداءات على مؤتمر القطب في الملاسين مؤخرا قال بن فضل إن «مهرجان الملاسين انعقد في ظروف غير ديمقراطية وهناك من يقول ان المعتدين من النهضة وآخرون قالوا انهم من لجنة حماية الثورة لا نريد اتهام أي طرف لكن نقول ان هذا عيب كبير فاليوم سقط حوالي 300 شهيد من أجل القطع مع سياسة الاقصاء لكن الممارسات الاقصائية متواصلة». وحول الموقف الحاسم من الأطراف التي سماها ب«الرجعية والظلامية» وفي هذا الوقت بالذات قال «نحن مع مشروع ديمقراطي يشارك فيه الجميع لكن لا يمكن ان نتقاطع فيه مع قوى رجعية، ان صراعنا ليس مع الدين فهو مشترك بيننا وانما مع القوى الليبرالية التي كرست الدكتاتورية في تونس ومع الأطراف التي تستغل الدين كواجهة لنشاطها السياسي، لا نستطيع اليوم ان نتقاطع مع التيار المحافظ». وتابع «في كل الديمقراطيات هناك أغلبية برلمانية واقلية برلمانية وهي تكون المعارضة البرلمانية فان مثلنا بعد الانتخابات الأغلبية البرلمانية بمعية الأطراف التي تشاركنا مبادئنا فإننا لن نسمح بوجود الأطراف الظلامية في الحكومة وان كنا أقلية سنكون المعارضة البرلمانية وليس في ذلك أي اشكال فتلك هي الديمقراطية ولن نتواجد في تلك الحكومة».