شهدت مدينة بوسالم في الأيام الأخيرة حركة غير عادية وتسابقا لمتساكني المدينة وأحوازها والجهات المجاورة لها من أجل الحليب والماء المعدني او حتى ماء الحنفيات على اعتبار ما تشهده الجهة عامة من نقص في الحليب المعلب ومياه الشرب.تشهد مدينة بوسالم منذ الساعات الأولى من فجر كل يوم توافد عدد هائل من الزوار للحصول على الحليب والماء بعد أن عرفت مختلف مدن جهة جندوبة خلال ما يفوق الأسبوع نقصا فادحا في كميات الحليب المعلب والمياه المعدنية فالقادمون الذين تجمعهم غاية واحدة وهي تحصيل الحليب والماء منهم القادم من مدينة جندوبة وأريافها (25 كلم) والقادم من مدينة غار الدماء (60 كلم) أوعين دراهم (70 كلم) أو طبرقة (90 كلم) وغيرها من باقي مدن الجهة وأغلبهم من التجار الذين أكدوا ل«الشروق» أنهم يتكبدون طول السفر والتعب والأموال الإضافية للتنقل بعد أن تراجع عدد سيارات التزويد التي كانت في ما مضى تجوب المدن طولا وعرضا غير عابئة بطول المسافات. كما شمل التسابق والتلاحق شركات البيع بالجملة داخل المدينة وكذلك مصنع الحليب ببوسالم الذي بات يشهد إقبالا غير مسبوق نتج عنه بروز ظاهرة البيع المشروط (كمية محدودة من الحليب مصحوبة بعدد من علب الياغورت). وأوضح التجار والمواطنون أن النقص الحاصل نتج عنه ارتفاع في سعر الجملة للماء المعدني لكننا نضطر للشراء مكرهين لأنه لا حل للمسألة في ظل غياب الرقابة أولا وظروف التزويد ولكن بأي ثمن سنبيع للمواطن حتى نحقق الربح؟ ومن ناحية ثانية تشهد المدينة وخاصة أحوازها القريبة وبالتحديد على طريق بوسالم بلطة توافد عدد كبير من متساكني مدينة جندوبة لجلب الماء الصالح للشراب من الحنفيات العمومية بسبب رداءة ماء الشرب للمدينة وانقطاعه يوم الأحد الفارط وكذلك نقص المياه المعدنية بأغلب محلات البيع .متساكنو الجهة تساءلوا في حيرة عن سر هذا الوضع ويطالبون السلطات المعنية بالتدخل العاجل لحل هذه الازمة خاصة وان المنطقة تتمتع بمائدة مائية ثرية وانتاج فلاحي وفير لكنها تبقى اكثر الجهات حاجة الى هاتين المادتين.