بشعور بالخيبة والمرارة والخوف تشارك تونس اليوم سائر بلدان العالم إحياء ذكرى اليوم العالمي للسياحة وسط أرقام مفزعة ومؤشرات تكشف تراجع القطاع السياحي ومدى تأثره بالأحداث التي شهدتها تونس. يعيش قطاع السياحة أزمة خانقة وحادة فالمداخيل السياحية التونسية تراجعت خلال الثمانية أشهر الأولى من سنة 2011 بحوالي 43،4٪ وبلغت مليارا و210 ملايين دينار مقابل مليارين و155 مليون دينار خلال نفس الفترة من السنة الفارطة اي بخسارة تقدّر بحوالي مليار دينار. وتكشف المؤشرات عن تراجع غير مسبوق فعدد الوافدين وصل حتى نهاية شهر أوت الفارط الى حوالي مليونين و771 ألف زائر مقابل 4 ملايين و539 ألف زائر خلال نفس الفترة من سنة 2010 اي بنسبة تقلص تقدّر بحوالي 38،9٪ وسجل عدد الليالي المقضاة 23 مليونا و260 ألف ليلة أي بتراجع بنسبة 46،3٪ وساهمت هذه الوضعية في فقدان العديد من العاملين في القطاع لوظائفهم (أكثر من 3 آلاف وظيفة) وتراجعت حجوزات الشركة التونسية للملاحة ونشاط شركة الخطوط التونسية بأكثر من 25٪. كما يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هذه السنة مع تراجع تدفق الجاليات خاصة من السوق الأوروبية فقد تراجع تدفق السياح الاسبان في اتجاه تونس بحوالي 82٪ خلال الاشهر الثمانية الاولى من سنة 2011 ليستقر في حدود 11 ألف سائح مقابل 62 ألف سائح في نفس الفترة من سنة 2010. أما السوق المغاربية فالأحداث السياحية والانفلات الأمني دفعت العديد من الجزائريين الى عدم المجيء الى تونس وفقدت بذلك السوق التونسية نسبة كبيرة من الجالية الجزائرية والعربية. ورغم هذا التراجع الرهيب في مؤشرات القطاع السياحي والذي يُفسّر حجم خوف السائح وعدم شعوره بالاطمئنان ورغم ان ملامح الموسم السياحي المقبل تبدو غير واضحة باعتبار ان بعض وكالات أسفار طلبت تخفيضات في الأسعار واعادة التفاوض حول أسعار الخدمات. تأمل الهياكل المسؤولة على القطاع السياحي أن تتجاوز السياحة هذه الازمة الحادة وتحقق خلال الخمس سنوات القادمة عائدات في حدود 8 مليارات دينار و70 مليون ليلة مقضاة واستقطاب 10 ملايين سائح.