القاهرة- تستأنف اليوم الاثنين 15-8-2011 محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، بتهم قتل متظاهرين وتهم تتعلق بالفساد في جلسة استماع يمكن أن تحدد ما إذا كان رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير محمد حسين طنطاوي سيدلي بشهادته أم لا. وقبل محاكمة مبارك تم استدعاء الدكتور ياسر عبد القادر الساعة السابعة والنصف مساء الأحد لتوقيع الكشف الطبي على مبارك مرة أخرى بالمركز الطبي العالمي لمتابعة الحالة بناء على تصريح من المحكمة، وفقا لما صرح به مصدر طبي مسئول بالمركز. وأشارت صحيفة "الأهرام" إلى أن الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام والمشرف على علاج الرئيس السابق كان قد حصل على تصريح من المحكمة, وقام بزيارة مبارك الجمعة الماضي في جناحه بالدور الخامس لمدة ساعة و40دقيقة, ووقع الكشف الطبي عليه يرافقه الفريق الطبي المعالج بالمركز. ثم انتقل للكشف على مبارك بحضور زوجته سوزان ثابت والفريق الطبي لمدة ساعة, وتبادلا خلالها حوارا وديا حول التطورات الطبية بالنسبة لحالته الصحية, وقام بفحصه بدقة وطلب عددا من الفحوص الطبية الدقيقة سوف تظهر نتائجها قريبا, ثم غادر في سرية تامة. وأشار المصدر المسئول في تصريح خاص ل الأهرام إلى أن مبارك كان في حالة تركيز شديدة للإجابة عن جميع تساؤلات الطبيب, وأن حالته الصحية العامة مستقرة, وعضلاته ضعيفة ومصابة بوهن خاصة بالقدمين, ولا يوجد جديد يحتاج إلى تدخلات طبية مختلفة عما يتم تقديمه له حاليا. "هل يحضر المشير الجلسة الثالثة؟" وتقام جلسة المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط أكاديمية الشرطة، وفي ساحات القاهرة الرئيسية وخاصة ميدان التحرير لمنع أي مظاهرات أو احتكاكات بين أهالي الشهداء وأنصار مبارك. وفي الوقت الذي طالب فيه دفاع مبارك شهادة المشير طنطاوي، في القضية أكدت مصدر عسكري أن المحكمة لم تستدع المشير للشهادة ولم تطلب شهادة أي من العسكريين في قضية اتهام مبارك بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، بحسب "الأهرام". وقال محامو الدفاع عن أهالي الشهداء إن أي شهادة للمشير على دور مبارك في محاولة قمع الثورة التي استمرت 18 يوما والتي قتل فيها أكثر من 800 شخص يمكن أن تحدد مصير مبارك، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "رويترز". وقال أحد أعضاء فريق الدفاع الذي طلب عدم نشر اسمه إن شهادة طنطاوي ستساعد المحكمة في تحديد إذا ما كان مبارك قد أصدر أوامر للعادلي بإطلاق نار على المتظاهرين أو ما إذا كان العادلي تصرف بشكل مستقل. وقال محام آخر يتعامل مع القضية إن فريق الدفاع يرى أن طنطاوي كشاهد يمكن أن تؤدي شهادته لتبرئة مبارك، لكن محامي المدعين يتوقعون أن يشهد بأنه تلقى أوامر بإطلاق نار وهو أمر ضروري لإدانة مبارك. وقال عصام سلطان، أحد محامي الدفاع عن أهالي الشهداء إن القاضي أحمد رأفت سيطالب المحاميين بتبرير طلبهم باستدعاء طنطاوي للشهادة قبل الفصل فيه. وقال سلطان إن قضايا المدعى عليهم مترابطة ويمكن أن يتهم كل شخص رئيسه بإعطائه أوامر بإطلاق النار وبالتالي يضعف القضية ضد مبارك. وقال الجيش إن ضباطا استدعاهم القاضي للإدلاء بشهاداتهم سيحضرون، لكن مصدرا قضائيا قال إنه حتى في حالة إذا ما طلب من طنطاوي الشهادة فإن شهادته ستأتي لاحقا في المحاكمة لحماية الجيش من الانتقاد في القضية المثيرة للجدل، بحسب رويترز. "الجلسة الأولى" وبدأت أولى جلسات محاكمة مبارك في الثالث من أغسطس الجاري بحضوره ونجليه، ودخل مبارك إلى قفص الاتهام في قاعة المحاكمة على سرير طبي ومعه نجلاه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مسؤولي حكومته. ووجه ممثل الإدعاء لكل من مبارك وابنيه جمال وعلاء ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي تهم ارتكاب جرائم الاشتراك في قتل متظاهرين سلميين مع سبق الإصرار في القاهرة وعدد من محافظات مصر، ووجه لهم كذلك تهم فساد مالي وتربح غير مشروع. وقال ممثل الإدعاء إن مبارك "سمح لوزير الداخلية باستخدام الأسلحة والمركبات في قتل المتظاهرين وتابع ارتكاب هذه الجرائم ووافق عليها قاصداً إزهاق أرواح المتظاهرين كي يتمكن من البقاء في السلطة". وأنكر كل من حسني مبارك وابنيه الاتهامات الموجهة لهم، كما طلب محامي مبارك استدعاء المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم ووزير الداخلية الحالي منصور العيسوي للإدلاء بشهادتهما. ويواجه مبارك عقوبة الإعدام إذا ما ثبت أنه أصدر بالفعل أوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتلهم.