يعد المستشفى الجهوي بجندوبة أحد أهم المرافق الصحية بالجهة لما يقدمه من خدمات ضرورية للمواطن لكنه يعاني عديد النقائص التي تحول دون تحقيق خدمات صحية ترقى إلى مستوى التطلعات وتغني عن هاجس التنقل لجهات أخرى. أحدث المستشفى الجهوي بجندوبة في غرة مارس 1982 ويضم 10 أقسام استشفائية بطاقة استيعاب تبلغ 318 سريرا و06 أقسام غير استشفائية. لكنه يعاني من عديد النقائص التي تشمل في المقام الأول التنظيم ونظام المعلومات حيث يقتضي الرفع من مستوى الخدمات وتطوير النشاط لتحسين التنظيم وتركيز نظام معلومات مندمج ومتكامل فالمستشفى لا يقوم بتأمين بعض الوظائف على غرار متابعة الخدمات العلاجية ونشاط التكوين وهو ما من شأنه أن يؤثر على ظروف تعهد المرضى ببعض الأقسام وبتقييم جودة الخدمات المسداة. أما فيما يتعلق بنظام المعلومات فلم يتم اعتماد ووضع خطة لتركيز أنظمة المعلومات والاتصال والسلامة المعلوماتية وذلك من خلال عدم تركيز تطبيقة القبول وتطبيقة الفوترة بالأقسام الاستشفائية. إسداء الخدمات رغم تصنيف ولاية جندوبة كمنطقة صحية ذات أولوية فإن المستشفى الجهوي مازال يواجه صعوبات على مستوى تلبية حاجياته من الاطارات الطبية حيث يتم تأمين بعض الاختصاصات الطبية من قبل طبيب واحد على غرار الأمراض الباطنية منذ سنة 1990 وطب البرد والمفاصل منذ سنة 1995 وأمراض الأعصاب منذ سنة 1998 وأمراض الكلى منذ سنة 2004 وهذه الوضعية لا تتماشى مع ارتفاع عدد العيادات الخارجية في الاختصاصات المذكورة.كما يفتقر المستشفى إلى طبيب أو صيدلاني في البيولوجيا منذ شهر أوت 2007 رغم أن مختلف عمليات التشخيص الطبي تعتمد خاصة على الخدمات المسداة من قبل قسم البيولوجيا الطبية هذا بالإضافة الى تواضع عدد أطباء الإختصاص أمام تزايد عدد المرضى. نقص الأقسام الاستشفائية والتجهيزات يفتقر المشتشفى الجهوي بجندوبة إلى عدة أقسام طبية مثل قسم لتقويم الأعضاء وقسم لطب الأسنان علما أن تأمين هذا النشاط يتم في مستوى العيادات الخارجية. وانعكس غياب عديد الاختصاصات على مسألة إيواء المرضى حيث يتم إيواء مرضى العديد من الاختصاصات الطبية على غرار أمراض الطب الباطني وأمراض الغدد والسكري وأمراض البرد والمفاصل وأمراض الأعصاب والأمراض الجلدية بقسم الطب العام الذي تجاوز طاقة استيعابه حيث بلغت نسبة الأسرة بهذا القسم خلال سنة 2009 نحو 132% مقابل نسبة عامة بالمستشفى لا تتجاوز 87% ومن شأن هذا الاكتظاظ أن يضاعف من مخاطر الإصابة بالعدوى علاوة على ما يطرحه من صعوبات في مستوى التكفل بالمرضى والإحاطة بهم. هذا دون نسيان ما يشهده قسم طب الأطفال من اكتظاظ أدى أحيانا إلى إيواء الوافدين عليه بممرات القسم المذكور حيث بلغ معدل نسبة استغلال الأسرة نحو 226 % خلال الفترة من 2007 إلى 2009. أما فيما يتعلق بالتجهيزات الطبية والمعدات الضرورية لنشاط بعض الأقسام خاصة في ظل ما تشهده من ارتفاع في عدد الإقامات ومن تطور لعدد أطباء الاختصاص فقد شمل النقص آلة مجهر العمليات وآلة اوتوماتيكية لقيس المجال البصري ومنظار العين بقسم أمراض العيون ومعدات التنظير بقسم جراحة المجاري البولية وقد أدى هذا النقص إلى صعوبات في التكفل بالمرضى وحتم نقل بعضهم إلى مستشفيات أخرى. ويستوجب الارتقاء بجودة ونوعية الكشوفات بقسم التصوير الطبي توفير آلة للكشف بالدوبلار وآلة مفراس متعددة الأشرطة بالإضافة إلى آلة مفراس لاكتشاف الأوعية الدموية. بداية الغيث... هذه النقائص مجتمعة جعلت من الخدمات الطبية بمستشفى جندوبة متواضعة ولا تفي بالحاجة رغم المجهودات الجبارة للإطار الطبي وشبه الطبي والممرضين لتلافي النقائص عجلت بضرورة إدخال تغييرات وبرامج من ذلك بناء قسم خاص بالأمراض النفسية والعصبية الذي انطلق في المدة الأخيرة في العمل بطاقة إيواء تقدر ب 40 سريرا إضافة إلى إنجاز قسم خاص ببنك الدم سينطلق عمله في موفى 2011 وكذلك اقتناء معدات طبية وتجهيزات مكتبية لجميع أقسام المستشفى والترفيع من عدد أطباء الإختصاص من خلال انتداب أطباء أساتذة والتفكير الجاد في إحداث أقسام جديدة لبعض الأمراض وهي بداية الغيث لمستقبل أفضل للمستشفى الجهوي بما يفسح المجال ليتحول إلى مستشفى جامعي خاصة أن النية متجهة نحو إحداث جامعة للطب بجندوبة خلال قادم السنوات وهو مؤشر واعد بتحسن البنية التحتية بهذا المستشفى وتجهيزاته والطاقات البشرية.